في المنتدي العالمي للتعليم العالي.. جلسة نقاشية حول تداعيات الثورتين الصناعيتين الرابعة والخامسة
في يوم 8 ديسمبر، 2021 | بتوقيت 9:13 مفى إطار فعاليات المنتدى العالمي للتعليم العالي والبحث العلمي بعنوان (رؤية المستقبل) والذى تنظمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المصرية خلال الفترة من 8 إلى 10 ديسمبر 2021، بالعاصمة الإدارية الجديدة، برعاية وتشريف الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، شهد الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، اليوم الأربعاء، جلسة نقاشية بعنوان “تداعيات الثورتين الصناعيتين الرابعة والخامسة: حان الوقت للعمل من أجل هدف”، بحضور الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، وزير التعليم السعودى، والدكتور هاني مصطفى، من جامعة Quebec بكندا، والدكتور أيمن الباز، أستاذ ورئيس قسم الهندسة الحيوية بجامعة لويزفيل، وبرادلي بيت Bradley Pitt، قائد إستراتيجية الأعمال وبحوث التعليم العالي بمايكروسوفت للتعليم، والدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، والدكتور حسام عثمان، مستشار وزير الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات للإبداع التكنولوجي وصناعة الإلكترونيات والتدريب.
وفى كلمته، استعرض وزير التعليم السعودى رؤية المملكة العربية السعودية فى مواكبة الثورتين الصناعيتين الرابعة والخامسة، مؤكدًا إتجاه الدولة للتقدم التكنولوجى القائم على العلم من خلال توفير التدريب والتعليم ذو الجودة العالية، مشيراً إلى أن التحول التكنولوجى ساعد وزارة التعليم العالي على توفير التعليم الرقمى والمنصات الإلكترونية والتى ساهمت فى إتاحة التعليم للجميع وفى مختلف الظروف خاصة فى ظل جائحة كورونا، مضيفاً أنه لابد من التكامل بين الإنسان والتكنولوجيا.
وقدم العالم المصري الدكتور هاني مصطفى، والذي يعد رائد مصممي محركات الطيران فى العالم والأستاذ بجامعة كيبك بكندا، عرضًا تقديميًا يوضح أهمية الثورة الصناعية الرابعة خلال الفترة من عام 2000 حتى 2021، موضحًا أن المجتمعات المعاصرة في العقدين الماضيين شهدت تطورات متسارعة في شتى مجالات الحياة، وأفرزت تلك التطورات العديد من المفاهيم الجديدة مثل: مجتمع المعرفة، والثورة الصناعية، والثورة التكنولوجية، والمجتمع الرقمي الذكي، ومفهوم إنترنت السلوك، مضيفًا أنه مع ظهور التكنولوجيا الرقمية تغير العالم بشكل كبير ومستمر وحدثت تغيرات كبيرة في الحياة المهنية، ونجم عن الثورة الرقمية تطور في الحياة الإنسانية، وتغير إجتماعي لحياة الأفراد، وغرس كثير من الأفكار الجديدة لديهم إزاء التعليم الرقمي، وأصبح هذا النوع من التعليم له دور في التوظيف الإجتماعى، وحل مشكلات الفرد في المجتمع من خلال الإعتماد على المعلومات والبيانات، وهو ما يؤكد إسهام التعليم الرقمي في تعزيز ثقافة مجتمعية منفتحة، ولديها من المقومات ما يجعلها تساهم في عملية التطوير.
كما استعرض مصطفى تطورات تكنولوجيا الإبتكار والتحالفات الأكاديمية، وتكنولوجيا التصنيع الرقمية ومنصات التدريب، ودور مراكز البحوث للإقتصاد الدائرى والتنمية المستدامة، وكذلك منصات التوأمة الرقمية والتي تم فيها عرض مختبر الإبتكار التعاوني (مسرح إتخاذ القرار)، وتمكين التقنيات الذكية والرقمية الخضراء في تطوير المجتمعات.
ومن جانبه، أشار الدكتور أيمن الباز إلى دور الثورتين الصناعيتين فى تطوير التعليم الطبى، وآليات الإستفادة من التطور التكنولوجي الهائل في النهوض بالمنظومة الطبية، وحل العديد من المشكلات الطبية، مستعرضًا بعض نماذج الإستفادة من الثورة الصناعية الجديدة ومنها: الطباعة ثلاثية الأبعاد لطباعة وإنتاج الأنسجة، والتشخيص الرقمى، والحوسبة السحابية، والتى تتيح الفرصة لتخزين البيانات المرئية، موضحاً أهمية التعاون بين المجتمع الأكاديمي ورجال الصناعة، وكذلك ضرورة التسويق للبحث العلمي.
ومن جانبه، تناول برادلي بيت أهمية الإستفادة من الثورتين الصناعيتين الرابعة والخامسة وما ترتب عليهما من تكنولوجيات جديدة تساهم فى توفير العديد من الخدمات، وكذلك البيانات الضخمة، والتى ساهمت في جعل الأنظمة أكثر ديمقراطية، مؤكدًا ضرورة الإهتمام بزيادة الوعي المجتمعي، مضيفاً أهمية التقدم التكنولوجي في التعليم العالى والأبحاث العلمية.
وأكد الدكتور إسماعيل عبد الغفار على دور الجامعات فى إعداد خريجين قادرين على مواكبة احتياجات الثورتين الصناعيتين الرابعة والخامسة من خلال الإعتماد الدولى للبرامج الأكاديمية، وكذلك الدرجات العلمية المزدوجة بما يسهم فى إعطاء الفرصة للطلاب لمواجهة التحديات المختلفة عالمياً.
ومن جانبه، أكد الدكتور حسام عثمان على التعاون المثمر بين وزارتي التعليم العالى والإتصالات؛ للإستفادة من كافة التكنولوجيات الحديثة، والقدرات المختلفة للجامعات، بما يتواكب مع متطلبات الثورتين الصناعيتين الرابعة والخامسة، مشيرًا إلى ظهور مفهوم إنترنت السلوك حيث الربط بين التكنولوجيا والتنمية السلوكية للشباب وهو ما يساهم فى بناء مهارات الطلاب، وتعزيز الخصوصية، وإستخدام الواقع المعزز.
وتناولت الجلسة التى أدارها سامانثا مايلز من مؤسسة Knowledge E الأساليب الاستباقية الحالية والمستقبلية التي تنفذها مؤسسات التعليم العالي للتخفيف من الآثار السلبية، وتزويد الطلاب باعتبارهم القوى العاملة المستقبلية بالمهارات والمعرفة اللازمة لمواجهة هذه الآثار.
وعلى هامش فعاليات الجلسة، تم توقيع مذكرة تفاهم بين الجامعات الأهلية الأربع: (العلمين الدولية، والجلالة، والمنصورة الجديدة، والملك سلمان الدولية)؛ بهدف إطلاق تحالف للجامعات الأهلية الذكية (eSUN) لإجراء أنشطة بحثية وبرامج أكاديمية مشتركة، وكذلك توفير التطوير المهني والتدريبى لطلاب تلك الجامعات، فضلاً عن تنظيم أنشطة فى مجال التحول الرقمى، بالإضافة إلى إمكانية إتاحة كل جامعة لمواردها المادية والبشرية لدعم مثل هذه الأنشطة، وتحقيق أقصى قدر من مخرجات البحوث الأساسية والتطبيقية من خلال تسهيل تنقل الطلاب والأكاديميين داخل التحالف.
وتنص مذكرة التفاهم على زيادة التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والصناعة؛ لإجراء المزيد من أنشطة البحث والتطوير المبتكرة، والتعاون فى المشاريع البحثية فى مجالات مثل: الروبوتات، والأنظمة المستقلة، وتحليل البيانات، والذكاء الإصطناعى، والأمن السيبراني، وتكامل النظام، والواقع الإفتراضي، والرعاية الصحية، فضلاً عن إنشاء برامج تعاونية جديدة بين الجامعات الأربع، ودعم الأنشطة الطلابية مثل النوادي العلمية والمنتديات وزيارات الأماكن الصناعية، وتنظيم المؤتمرات وورش العمل والمسابقات.