صحيفة ليبية شاملة
الإقتصادالعربية

خلال إطلاق منتديي المجتمع المدني والشباب العربي تحضيرا لقمة موريتانيا : الجامعة العربية تؤكد اهمية دور المجتمع المدني في مواجهة حرب الابادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني

في يوم 24 أكتوبر، 2023 | بتوقيت 12:36 م

 

   

هالة شيحة 

انطلقت اليوم بمقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية أعمال منتديي ” المجتمع المدني”  و” الشباب العربي” وذلك في اطار التحضير للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية المقرر انعقادها في موريتانيا .

واكدت السفيرة هيفاء ابو غزالة الامين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية  على اهمية دور المجتمع المدني  في مواجهة التحديات الراهنة وخاصة في مواجهة  حرب الإبادة الجماعية الممنهجة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني و الحصار المستمر لسنوات طويلة و أحكمت السيطرة بوقف إمدادات الغذاء والمياه والوقود والدواء وحيث مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني على يد قوة شيطانية قائمة بالاحتلال.

واوضحت ان المنتدى 

 قائم على ثلاث عناصر رئيسية وهي: المجتمع المدني والشباب العربي والأمن الغذائي، كل منها لا يمكن أن يتبلور سوى مع حفظ الحق في الحياة الذي ينتهك يوميا تحت سماء فلسطين الأبية على يد قوة الاستعمار الإحلالي؛

 

واضافت ان  دور المجتمع المدني في هذه اللحظة الفارقة من تاريخنا يتجسد مليا في المنظمات الأهلية التي تعمل في فلسطين على مر العقود الماضية؛

و في فلسطين، يقدم المجتمع المدني مساعدات إنسانية؛ و يدعم المجتمع المدني عوائل الأسرى والشهداء، دعما نفسيا وأيضا ماديا من خلال المستشفيات والمدارس الأهلية؛

 

و في فلسطين، ترصد وتوثق المنظمات الحقوقية جرائم الاحتلال وتفضحهم أمام المحافل الدولية التي تتعمد الصمم أمام كل هذه الأحداث؛

 

واضافت ان المنظومة الأهلية في الأراضي الفلسطينية تتحمل ببسالة وبلا توقف، جيلا بعد جيل، مسؤولية إبقاء هذا الشعب الأبي، ولم يسعوا يوما لصناعة مجد شخصي، ولم يكن أمام أعينهم إلا منح الحياة لأهلهم؛

 

ونجاح منظمات المجتمع المدني في فلسطين في هذا الدور المتفرد دفع الاحتلال إلى إدراج العديد من هذه المنظمات على قوائم الإرهاب، زورا وبهتانا، ومصادرة أموالها وأموال القائمين عليها، ظلما وعدوانا، ومنعهم من السفر واعتقال العديد منهم، في انتهاك سافر للحقوق الأساسية؛

وما تقدم رصدته لجنة التحقيق التي شكلها مجلس حقوق الإنسان بجنيف والتي دعت لإنهاء هذا الوضع، وهذا الوضع في تقديرنا بمثابة مهزلة؛

و إن المجتمع المدني الذي تحرك في كل أركان الدول العربية، واثبا من أجل تقديم مختلف أنواع الدعم للشعب الفلسطيني، تحركا شعبيا إنسانيا، مدرك أبعاد قضيته، ومحيط بمعاناة إخوته، مؤمنا أن لكل طريق نهاية.

وقالت ان العنصر الثاني في منتدياتنا هو الشباب العربي، وفي القلب منهم شباب فلسطين؛

 وإن المُتأمِل في معطيات الأرقام والإحصاءات عن شباب غزة ينتابه التعجب، فعلى الرغم من أن نسبة الشباب في فلسطين أقل من النسبة العالمية ومن أقل النسب في وطننا العربي، إذ تتجاوز 20% بقليل، إلا أننا نرى وجوههم وجهدهم في كل مفاصل الأحداث، أسرى تمتلئ بهم سجون العدو، وهم أيضا درع المقاومة الأول؛

 

وتحت قصف العدو نرى شباب فلسطين بين شهيد وجريح وبين منقذ ومسعف وطبيب في نشاط لا يتوقف على مختلف الأصعدة وفي كافة مفاصل الأحداث؛

 

واكدت ابو غزالة ان شباب فلسطين هم الأمل، وندرك مع متابعتنا للأحداث أن بمثل هؤلاء لن تضيع القضية، ليس في الأراضي الفلسطينية فقط، بل في كل أركان وطننا العربي؛

 

وفي كل البقاع خرج الشباب العربي في مسيرات ضخمة معلنين عن الرفض الشعبي لممارسات الاحتلال وجرائمه، ووجدنا الشباب أمام معبر رفح متطوعين بأجسادهم وأرواحهم يرغبون في الدخول إلى غزة، إما أن يتمكنوا من تقديم الدعم لأهلهم بالداخل أو يرقوا شهداء معهم؛

أما العنصر الثالث، وهو الأمن الغذائي، فقد أصبح بعيد المنال مع ما يرتكبه العدو من جرائم الحصار والدمار في حق فلسطين

وإننا وإذ نجتمع اليوم لبحث ما يمكن إنجازه من تقدم لتحقيق الأمن الغذائي، نصطدم بممارسات الاحتلال والتي تؤكد للمجتمع الدولي البربرية والوحشية التي لا تزال قائمة في الحياة المعاصرة؛

 

وإننا وإذ نجتمع اليوم لبحث سبل توفير الغذاء الصحي المناسب في كل وقت وأن يكون متاحا للجميع، إذ بقوات الاحتلال تقطع الغذاء والمياه والدواء بشكل كامل عن قطاع غزة.

 

وشددت ابو غزالة على إن القوة القائمة بالاحتلال ترتكب جريمة إبادة جماعية بدم بارد أمام أعين المجتمع الدولي، وكأن هذه الجريمة هي إنذار للجميع بإعادة ترتيب الأولويات؛

 

  

ودعت ابو غزالة المشاركين  خلال أعمال المنتديين أن يعيدوا قراءة الواقع من منظور ما نشهده من أحداث.

واوضحت ان الأمن الغذائي لدولنا العربية ممكن، في ظل وجود مجتمع مدني قادر على التمدد، فاعل على الأرض، مدرك للتحديات، ويعمل وفق أولوياتنا المشتركة؛

 

كما ان الأمن الغذائي ممكن أيضا على أيدي الشباب العرب، المبدع والقادر. الشباب لا يفقد الأمل، فهم الأمل، ووجب إشراكهم في تحليل الإشكاليات وخلق الحلول الشاملة واالمستدامة

ويستعرض المنتديات على مدى يومين  دراسة حول “دور المجتمع المدني في تحقيق الأمن الغذائي العربي”، ودراسة حول “دور الشباب في تحقيق الأمن الغذائي العربي”، كما سيتم رفع التوصيات والرسائل التي ستصدر عن المنتديين إلى أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية بمناسبة عقد الدورة الخامسة للقمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية والتي ستحتضنها نواكشوط بالجمهورية الإسلامية الموريتانية .