ليبيا اليوم
حذر احمد قذاف الدم المسؤول السياسي لجبهة النضال الوطني الليبية من تداعيات المشهد الراهن مشددا على ضرورة نبذ الخلافات العربية وتوحيد الصفوف في مواجهة المخاطر التي باتت تهدد الامة اكثر من اَي وقت مضى .
وقال قذاف الدم في مقال له بعنوان “شعوب حية وشعوب تحتضر” : انها ذكرى يوم مشهود .. حيث أحيى شعب المانيا الحر .. ذكرى إسقاط حدود الذل .. التي حددها المنتصر في الحرب العالمية الثانية .. بسور كان يعرف بسور برلين .. طوله قرابة 155 كم .
كان ضمن ترتيبات فرضها الغرب على أمم وشعوب أخرى .. “كدولة لليهود 48” .. وتقسيم كوريا .. و تقسيم الأمة العربية .. وأنشاء ومجلس الأمن .. الذي أحتكر منذ ذلك الحين السيطرة على المتفرجين الذين قبلوا بهذا الهوان وتم منعهم من أمتلاك أدوات العصيان .. وللأقوياء أسلحة ذرية .. أصبحت حقاً مكتسباً دون غيرهم ! .
أعود لأذكر بشعب ألمانيا العظيم الذي وحده “بسمارك” وأصبح عزيزاً فوق الأرض .. حاولوا سلب إرادته وإضعافه .. وأصبح ألمانيا الشرقية والغربية .
لقد عشنا هذه المرحلة .. وشاهدت في زيارات عدة ونقاشات طويلة .. كنت أرى في عيونهم التحفز .. والاستعداد والثقة على الضفتين في مافرض عليهم .. وفرض إرادتهم وحقهم في توحيد أمتهم .. تماما كما كنا نحن العرب .. بعد ثورة يوليو وما تلاها من الروح التي عمت الوطن الكبير .. ما تحقق حلم الجامعة العربية وحدة سوريا ومصر ووحدة اليمن وسعيناً في الإتحاد الثلاثي ليبيا مصر السودان ،، في مطلع السبعينات .. وأتحاد الجمهوريات الذي لا يزال قائماً دستورياً حتى الآن بالوثائق بين ليبيا ومصر وسوريا .. وتم الاستفتاء عليه ولا يفض إلى بالإستفتاء .. “وهذا الشرط وضعه القذافي” .. وحاسي مسعود “ليبيا و الجزائر” .. والجمهورية الإسلامية “ليبيا و تونس” .. ولا ننسى إنشاء الاتحاد المغاربي ودور “الشيخ زايد” رحمه الله في دولة الإمارات .. وكذلك اتحاد دول الخليج .. وللأسف توقفنا في منتصف الطريق ؟!! .
ثم انتهت الأمة في دوامة أفقدتها قدرتها على تحديد أولوياتها وتحولت من الوحدة إلى الصدام ومن الاندماج إلى المنافسة على التبعية ورهنا أمورنا إلى الأجنبي .. بل وعززنا الأنقسام .. في زمن توحدت فيه دولاً ذرية كأوروبا .. لا يجمع بينها الا ماضي أسود .. حروب راح ضحيتها عشرات الملايين .. لا لغة مشتركة ولا دين .. ولا عرف وهي على مرمى حجر من الجناح الغربي للأمة فاصبحوا بجواز واحد .. وقوة عسكرية واحدة .. وعملة واحدة .. وأقتصاد واحد .
او ليس هذا بشيئ مخجل لنا نحن العرب .. ونحن الأقرب والأحوج لذلك .. في عصر يموج بالطغيان .. أو ليس بالأمر المخيف ؟!! .
ألم نرى أن هذه الأمم تتطلع للمريخ و تبني حضارة .. ونحن نبنى أهرام من القمامة .. من بغداد إلى طرابلس مرورا ببيروت .. حتى عندما ثارت شعوبنا.. كان سقفها بعد مائة عام عيش وملح لأمة عظيمة .. ما هذا ؟؟! .
لم نسمع شعار الإندماج .. وإعادة بناء المجد لم نطالب إزالة حدود قسمت قبائلنا وهدرت قيمنا .. وإحترمناها وبذلك أحترمنا إرادة الإستعمار وأصبحت مقدسة .. لم نطالب بتوحيد العملة والاقتصاد او الجيوش أو حتى المخبرين والمخابرات .. لم نطالب بحرية التنقل من طنجة إلى البحرين .. بحرية العمل والإقامة بدون قيود .. لماذا قدسنا وصدقنا بأننا دولة ونحن قصاصات ورق ؟!! .
أن إقتصاد إيطاليا وحدها يفوق دولنا .. مجتمعة فنحن أحوج من اندماج إيطاليا مع فرنسا على سبيل المثال ؟؟!! .
تتساقط دولنا واحدة تلوا الأخرى .. ويتساقط شبابنا كحبات الرطب كل صبح .. وفي كل مكان .. وتستباح الأمة .. بدلاً من يكون لدينا قدرة تفاوضية .. أصبح الآخرين يتفاوضون .. بأسمنا .. ويساوموننا على كل شيء .. وندس أنوفنا في رمالنا كي لا نرى مالحق بنا .. منتظرين رحمة الله الذي لا يغير ما يقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. وقل أعملوا .. بل إستخدمنا رسالة الله هرباً من مواجهة التحدي واستبدلنا ديننا بأديان عده .. تحث على ذبح المسلم لأخيه المسلم .. وأدرنا باسم الله ضهورنا للعدو .. وللجهل والمرضى .. سعينا لحقن شبابنا بالترامادول .. وأصبحت الفريضة الغائبة هو تفجير شبابنا لكي يلحق “بالحور العين” .. ونسينا أن الفريضة الغائبة هي “العلم” .
الغباء أننا تهنا في صحارى التخلف .. فأرتادت الأمم الكافرة .. به المريخ ونحن كما قلت عجزنا عن تجميع القمامة من شوارعنا .. التي حولتها الأمم الحرة الى ثروة .. ومواد تصدرها لنا .. تماما ككل شيء في حياتنا .. فنحن لم نساهم اليوم الأ في تحويل عواصمنا وقرانا الى مكب للنفايات .. ومطب للكرة لكل من هب ودب .. تحولنا إلى مسخره أمام الأمم التي علمها اجدادنا يوما .. الجبر والكيمياء .. يوم أن كنا كياناً كالبنيان المرصوص .. أحذر لن ينجوا أحد ولا مكان للصغار .
أسمحوا لي أن أتحدث بحرقة لأنني أرى هذه الأمة تحترق ولا تدافع عن نفسها و تبحث في حلول من خارجها ..أعطانا الله كل شي .. وأصبحنا لا شيء .. هذه الحقيقة .. كشمسنا الساطعة .
علينا أن نفكر جميعا في يوم من هذا في بناء اتحاد عربي على الاقل .. وترك خلافاتنا الوهمية وفتح باب الأمل أمام شبابنا .. الذين لن يتركوا ميدان إلا وإشعلوا النيران فيه .. في مشاهد تتكرر كل يوم .. ولم نعد نعرف أنها في بغداد أو فلسطين أو سوريا أو اليمن أو ليبيا أو لبنان والحبل على الجرار .. لا بد من طرح مشروع في مواجهة هذا الانهيار بل الانتحار الجماعي .
وتحية للشعب الألماني .. الذي داس بأقدامه حدود الذل .. ورفع رأسه .. فاَرفعوا رؤوسكم يرحمكم الله .
حمى الله أمتنا