ليبيا اليوم
دعا رئيس حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» عبدالحميد الدبيبة الاتحاد الأوروبي إلى الاهتمام بشكل أكبر بظاهرة الهجرة غير الشرعية، وعدم التعويل فقط على الدول الأفريقية في التعامل مع تلك الظاهرة، معربا عن استعداد حكومته لتنفيذ أي برنامج مشترك في هذا الإطار يخدم الجميع.
وقال الدبيبة في كلمته بمؤتمر وزراء عمل تجمع دول الساحل والصحراء في طرابلس، اليوم الإثنين، «في وجود (ممثلي) الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية.. نريد أن تهتم أوروبا بقضايا الهجرة، سواء في دول المصدر أو دول العبور.. نريد اهتماما أكثر بدلا من أن تعولوا علينا في مواجهة الظاهرة.. هناك شباب يموتون كل دقيقة في البحر.. إمكاناتكم كبيرة ويجب أن يكون لكم دورا كاملا.. نتعاون مع كثير من الدول خصوصا إيطاليا ومالطا، ونحن مستعدون لتنفيذ أي برنامج مشترك يخدم الجميع.. المشكلة ليست في دولة بعينها أو مكان واحد، وهي مشكلة الجميع».
وأكد الدبيبة أن إقامة هذا المؤتمر «دليل على استعادة الدولة الليبية عافيتها لتؤدي دورها المحوري المنشود في أفريقيا مع دول الساحل والصحراء باعتبارها بوابة أفريقيا المطلة على أوروبا»، متابعا: «استعادة ليبيا لحيويتها الدبلوماسية واستقرار الحياة السياسية لن يؤثر عليها فحسب ولكن على دول الساحل والصحراء التي تواجه مخاطر أمنية وسياسية».
وأشار إلى مساعٍ في إعادة ليبيا كفاعل إقليمي حيوي وشريك اقتصادي محوري لدول الساحل والصحراء، مكملا: «تنشيط العلاقات الدبلوماسية سيفتح الباب أمام شراكات اقتصادية حقيقية خاصة في الطاقة، ما يعزز أمن الطاقة إلى جانب ارتفاع التبادل التجاري وزيادة الاستثمار الأجنبي المباشرة وتطوير الطرق وشبكات النقل بين دول الساحل والصحراء».
ونبه إلى تناقص فرص العمل في القارة الأفريقية وضعف التأهيل لكوادرها البشرية، مردفا «لكنها تمتلك إلى جانب ثروتها المعدنية ثروة بشرية تتميز بها عن غيرها.. هذه الثروة أبلغ عناصرها من الشباب ولابد من توظيفهم في دعم اقتصاد دول الساحل والصحراء».
وتابع الدبيبة: «تجمع دول الساحل والصحراء الأفريقية تجمع اقتصادي وسياسي كبير تسعى حكومة الوحدة من خلال إطار قانوني لتفعيل دوره المهم بتوحيد صوت الدول الأعضاء فيه، وإيصاله إلى المجتمع الدولي ودعم الاستقرار والاقتصاد بها جميعا».
وأضاف: «لا شك أن الهدف كبير، وعلى قدر هذا الهدف يكون التحدي، ونحن نستطيع بكم ومعكم أن نحقق أهداف التجمع بإنشاء اتحاد اقتصادي يستثمر في مجالات الزراعة والصناعة والطاقة وغيرها، وعلينا في هذا التجمع المهم من خلال وزارات العمل أن نسهل حركة رؤوس الأموال بين الدول وتسهيل الإجراءات وإعطاء حرية أكبر في الإقامة والعمل وممارسة الأنشطة الاقتصادية دون عراقيل».
واضاف : «على الرغم من أن مشكلة البطالة وغياب فرص العمل ليست في أفريقيا فقط ولكن في العالم بأسره، وليس من المستحيل إيجاد حلول في مثل هذه المؤتمرات البناءة، ونرى أنّ تبادُل الخبرات يختصر الطريق في حل الكثير من القضايا العالقة»، متعهدا أن تقدم ليبيا كل ما لديها من إمكانات لإنجاح التجمع وإعطائه دورا رياديا في القارة الأفريقية، طرابلس مستعدة لتكون مقرا لمركز العمل التابع لتجمع دول الساحل والصحراء لتنظم سوق العمل والتجارة في التجمع.