صحيفة ليبية شاملة
المحليةمقالات

احمد قذاف الدم المسؤول السياسي لحركة النضال الوطني الليبية يكتب: الطريق إلى فجر الفاتح من سبتمبر

في يوم 1 سبتمبر، 2024 | بتوقيت 2:31 م

كثر اللغط في الآونة الأخيرة عند دوافع الحركة الثورية،، وبدايتها من بعض الشخصيات ،، والشخوص ،، وأسقطوا عن قصد أو لغاية أو لعدم إلمام .. بمراحل العمل الثوري التأسيسي لثورة الفاتح من سبتمبر ،، والتي كانت صرخة حرية عبر عنها معمر القذافي في بيانه الأول للثورة .. عندما نادى الشعب الليبي بقوله أيها الشعب الليبي العظيم .. تنفيذا لإرادتكم الحرة واستجابة لنداءاتكم المتكررة الذي يطالب بالتغيير ،، والتطهير ،، ويحس على العمل والمساواة .. قامت قواتكم المسلحة ،، ولمن يريد أن يعرف الحقيقة هذه الفقرة كافية لتجيب عن تساؤلات عن دوافع الثورة ولماذا ؟

ولعل خروج المدن والقرى والأرياف بعد هذا النداء إلى الشوارع والميادين،، ودون أي مقاومة من الحكومة العميلة تؤكد حتمية الثورة ،، ولحظة تفجيرها بعد ظلام العصور من حكم الأتراك وحكم الطليان ،، ونظام رهن نفسه للقواعد بعد الاستقلال الناقص .. أجبر خلاله أن يكتب دستورا ليحول عشرات الألاف من المستوطنين الإيطاليين الفاشست إلى مواطنين ليبيين .. بعد أن هيمنوا على مناح الحياة الاقتصادية ،، والصناعية ،، والزراعية ،، والخدمية ،، ومراكز صنع القرار ،، وامتصوا خيرات البلاد بعد أن امتصوا دماء أبناء ليبيا قرابة ستة عقود ،، وعندما نستذكر تلك المرحلة التي كان لتنظيم الضباط الوحدويين الأحرار اليد الطولى في إسقاطها لا يمكن أن تنتصر ما لم تكون قاعدتها جماهير الشعب الليبي شرقا ،، وغربا ،،وجنوبا من تحدي مستمر منذ الاستقلال ،، ولعل موقف السعداوي ،، ورفاقه وحتى الزحف المقدس لجماهير أهلنا في الزاوية على قاعدة ويلس الأمريكية مروراً بشهداء ثانوية بنغازي في 13 يناير 1964 مدرسة شهداء يناير أولئك الطلبة الشهداء الذين سالت دماءهم لمجرد خروجهم في مسيرة تأييد لمؤتمر القمة العربي .

وما قامت به الأحزاب الوطنية .. وما عانى عناصرها في السجون ولعل أشهرها مجموعة ما سمي بـ 106 .. ولا ننسى مظاهرات ولاية فزان التي قادها الطالب معمر القذافي ضد القواعد الفرنسية و مندداً بالتفجير النووي و دفن النفايات في صحراء الجزائر آبان حرب التحرير ،، وقد حرم الطالب معمر القذافي من الدراسة بولاية فزان .. بعد أن قد بدأ في تشكيل الخلايا الطلابية السرية للحركة الشعبية ،، وهي الخلايا الأولى للثورة .

واستمر هو وزملائه في تكوين الخلايا المدنية السرية لمدة عشر سنوات .. وتمكنت تلك الخلايا في مراحل متقدمة أن تهيمن على كثير من الاتحادات الطلابية والعمالية ،، وعملت عن تحريك الشعب الليبي في كل مناسبة يستدعي الوطن للخروج ،، وهنا بدأ القذافي بتصعيد العمل الثوري ،، وجعل له امتداد داخل القوات المسلحة ،، والتي عبر عنها عندما قال كنا نعد العدة لمواجهة مع القواعد الاستعمارية التي تحمي النظام بالسلاح والدفاع عن شعبنا اذا ما اقتضت الحاجة لمواجهة .

وفي مصراته حرض معمر القذافي وبعض زملائه من كانوا قادرون للالتحاق بالكلية العسكرية ،، واستطاع بحرص شديد ان لا يخلط بين الجناح المدني ،، والجناح العسكري ،، واستمر الجناح المدني بخلاياه العنقودية المنفصلة والمتصلة في نفس الوقت استمر في بناء الجناح العسكري وبحذر ،، وحنكة حيث وصل الأمر الى أن تلتقي خلايا من الضباط داخل المعسكر الواحد لا يعرفون بعضهم البعض كما لا يعرفون التيار المدني الموازي رغم انهم ينتمون لنفس التنظيم واكبر دليل على ذلك ما قاله الرائد عبد المنعم الهوني .. عندما نفى علمه بوجود تنظيم مدني ،، وانتماء بعض الضباط للحركة ،، وقد تحدث معمر القذافي ورفاقه طويلا حول الاستعداد العسكري ،، والعمل على الهيمنة على وحدات

القوات المسلحة بعد ان تخرجت عدة دفعات من الكليات العسكرية غالبياتها ضمهم معمر القدافي للتنظيم .. دون عناء لان الشعب الليبي كان يشاهد كل صباح حكومات عميلة ،، والركوع للغرب لا يليق لشعب قدم كل هذه التضحيات مقابل نظام هزيل تهيمن عليه العائلات التي كانت عميلة للترك والطليان وبرلمان صوري لا ينجح فيه الا الموالين للغرب ،، وبالتزوير ،، ولعل امتداد الخلايا المدنية لثورة الفاتح لم يأخذ حقه بعد النجاح الباهر للثورة .

وهنا نسلط الضوء على اهتمام معمر القذافي بالحراك الشعبي من خلال التواصل المباشر ،، والغير مباشر بالتحريض ،، والمنشورات والهيمنة على المدارس الثانوية والجماعات واتحاد العمال واتحاد الطلبة ،، والذين لعبوا دورا اساسيا في تهيئة الشارع الذي تدافع صبح الفاتح ملبيا للنداء ،، وربما الاحياء من مواليد العقد الرابع ،، والعقد الخامس من القرن الماضي .. عاصروا ،، وشاركوا في التفاعل الشعبي في جميع مدن وقرى المملكة .. اولئك الذين رفضوا النظام المحمي بالقواعد الاجنبية ،، واولئك الذين كان لهم الدور الاكبر في حركة الثورة ،، وامتداد لمحاولات كثيرة سبقتهم من المواطنين الليبيين الشرفاء ،، وتلك هي الأرضية التي توفرت وأثمرت وأنتصرت في صبح الفاتح في ليلة كهذه ،، نستذكر تلك الأيام بفخر ونذكر شعبنا ،، بأن بعد غزو الناتو لليبيا ،، للأسف ،، أسترجع ليبيا لحضنه بعد 40 عاماً من المواجهات ،، ليؤمن بها جنوب حلف أطلسي ويرهن ثرواتها من جديد ،، ويفقد الليبيين حريتهم ويشتت شملهم ،، ويفقدهم الثقة بأنفسهم ،، وما نراه اليوم على الأرض الليبية ،، يذكرنا تماماً بأن فجراً يلوح ،، وأن شعبنا سينتفض حتماً ،، بقيادة أبناءه الأحرار ،، ليزيح عن كاهله كابوس الذل والخنوع والعار ،، ويستعيد وطنه وكرامته وكبريائه ،، وغداً ستشرق الشمس من جديد ،، ليعود الوطن لأبنائه ،، عزيزاً كريماً ،، والفاتح أبداً .