هالة شيحة
دعا سفير لبنان لدى مصر ومندوبه الدائم بجامعة الدول العربية السفير علي الحلبي، المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لتنفيذ وقف فوري لإطلاق النار تمهيداً لتطبيق القرارات الدولية في مقدمتها القرار 1701 الذي يشكل الأساس الدبلوماسي لحماية الأمن اللبناني والإقليمي، كما طالب باستمرار إرسال المساعدات بسرعة نظر للضغط الهائل الذي يتعرض له المجتمع اللبناني جراء العدوان الإسرائيلي.
جاء ذلك في كلمة لمندوب لبنان ألقاها اليوم الخميس في الجلسة الافتتاحية للدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين التي تعقد لمناقشة التضامن مع لبنان وتقديم المساعدات العاجلة له لمواجهة العدوان الإسرائيلي.
وقال السفير الحلبي” إن لبنان يواجه واحدة من أخطر المحطات في تاريخه وأزمة تهدد وجوده ومستقبل شعبه، إذ ينعقد الاجتماع والعدوان الإسرائيلي يتوسع والأجواء اللبنانية تشهد هجمات الطائرات الحربية الإسرائيلية التي تقتل المدنين والأطفال والنساء وتدمر القرى والمدن والأحياء السكنية”، مشيرا إلى أن هذا العدوان يريد أن يعيد لبنان للوراء سنوات وسنوات.
ولفت إلى أن العدوان الإسرائيلي أدى إلى سقوط نحو 2000 شهيد و10 ألاف جريح من المدنيين، ونزوح مليون ومائتي ألف شخص بعضهم لا يجدون مأوى ويبيتون في العراء معرضون لاعتداء آلة الحرب الإسرائيلية.
وقال الحلبي “لقد سبق أن حذرنا من استمرار إسرائيل في سياسة التهديد ونوايها المعلنة من شن حرب على لبنان وإعادته للعصر الحجري، وها هي تقترف جرائم إنسانية كبرى، وتهدد أمن المجتمع الدولي بالكامل وتقوم بانتهاك صارخ لسيادة لبنان وخرق لقرارات مجلس الأمن الدولي” ، مشيراً إلى أن لبنان قدم عدداً من الشكاوى لمجلس الأمن لتعرض مناطقه الحدودية لقصف متعمد بالذخيرة التي تحظر البروتوكولات الدولية استخدامها.
ولفت إلى أنه صدر في 25 سبتمبر الماضي بيان عن الولايات المتحدة وفرنسا وعدد من الدول العربية والأوروبية يدعو لوقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوماً والمضي في تسوية تجنب المنطقة حرباً إقليمية، ورحب لبنان بهذا البيان.
وقال” إن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي دعا لوقف فوري لإطلاق النار، والشروع في خطوات تلتزم بها الحكومة لتنفيذ القرار 1701 وإرسال الجيش اللبناني لجبوب نهر الليطاني، بالتنسيق مع قوات اليونيفيل”.
وشدد على ضرورة إنهاء الانتهاكات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية وحدود البلاد البحرية وضرورة الانسحاب من مزارع شبعا، داعيا المؤسسات الدولية إلى محاسبة إسرائيل عن الجرائم التي ترتكبها ومطالبتها بكافة التعويضات.
وثمن مبادرة العراق للدعوة لعقد هذا الاجتماع، ومبادرات تقديم المساعدات التي صدرت عن الدول العربية الشقيقة، وكذلك المساعدات التي قدمتها الأمانة العامة للجامعة العربية من خلال مجلس وزراء الصحة العرب.
وأكد على موقف لبنان الرافض للحرب مع تمسكه بالحل الدبلوماسي، والبحث عن حلول مستدامة.
واختتم الحلبي كلمته بالقول “إن لبنان مر عبر تاريخه بأزمات وكان في مرة ينفض عنه الرماد ويخرج من الأزمة كطائر الفينيق وذلك بدعم من أشقائه العرب”.
ومن جانبه، أكد الدكتور علي صالح موسى القائم بأعمال مندوب اليمن لدى جامعة الدول العربية (رئيس الاجتماع) على موقف الجمهورية اليمنية المتضامن مع لبنان، ضد العدوان الإسرائيلي، معرباً عن الدعم الكامل للبنان في مواجهة هذا العنوان ، محذرا من تداعياته التي تهدد أمن واستقرار المنطقة.
وقال إن هذا الاجتماع يبحث دعم لبنان وتقديم المساعدات للاجئين والنازحين في ضوء الظروف الصعبة التي يعيشون فيها حيث يواجه لبنان اكثر المراحل صعوبة في تاريخه جراء استشهاد وإصابة الآلاف والنزوح الداخلي لاكثر من مليون شخص، وتحول العديد من القرى والمدن والأحياء إلى خراب، وتفاقم الأزمة الإنسانية في ظل أزمة اقتصادية حادة، وهو ما يتطلب إعادة بناء البنية المتضررة وتقديم الدعم الشعب اللبناني، مؤكداً الحاجة الملحة لتقديم المساعدات العينية، بما يمكن المؤسسات الصحية وغيرها من المؤسسات الاستمرار في عملها.
وشدد على أن العدوان الإسرائيلي يشكل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية، واستمراراً لسياسة الاحتلال في تجاهله للقانون الدولي وتهديد المدنيين.
وقال إن هذا يتطلب تحركاً دولياً عاجلاً لضمان حماية المدنيين وتحقيق العدالة، داعيا دول العالم لضمان محاسبة إسرائيل على هذا العدوان، والعمل على وقف الحرب وتحقيق الاستقرار الدائم في جنوب لبنان عبر تطبيق القرار 1701.
وأكد سفير العراق لدى مصر ومندوبه الدائم بالجامعة العربية السفير قحطان الجنابي،في كلمته أن مساعدة لبنان في الكارثة الإنسانية الحالية تبقى أولوية في مواجهة العدوان الإسرائيلي، خاصة في ضوء ما تسبب به من قتل وتشريد حيث يواجه أهل لبنان ظروف معيشية قاسية.
وقال “الجنابي”إن العراق يدرك حجم المعاناة التي يعيشها لبنان، معرباً عن تضامن بلاده واستعدادها لتقديم المساعدات في أقرب وقت، وأشار إلى جهود حكومته عبر إقامة جسر جوى وإرسال قوافل مساعدات لإغاثة النازحين فى سوريا.
ودعا المجتمع الدولي إلى الالتزام بمسؤوليته لوقف العدوان وحماية المدنيين الأبرياء مؤكدا على ضرورة التنسيق بين كافة أطراف المعادلة الدولية لتوصيل المساعدات.
وشدد على ضرورة ألا يدفع العدوان على لبنان نحو تحييد الاهتمام بغزة، مؤكدا على ضرورة تنفيذ القرارات الصادرة عن الجامعة العربية.
وبدوره ،قال مندوب فلسطين لدى جامعة الدول العربية السفير مهند العكلوك، في كلمته،” إننا نرى بوضوح مشروع إسرائيل لتغير الشرق الأوسط والذي يشكل خطراً فادحاً على الأمن القومي العربي بأكمله”.
وأضاف “أن إسرائيل قوة الاحتلال والفصل العنصري والإبادة الجماعية مازالت تسوق حقها المزعوم في الدفاع عن النفس”.
ولفت في هذا الصدد إلى الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية التي تصف إسرائيل بقوة الاحتلال وتساءل كيف لقوة معتدية أن تتسلح بحق الدفاع عن النفس؟
وقال” إن الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني يستجلب مقاومة كرد فعل مشروع على فعل غير مشروع”، مشيرا إلى أن هذا وصف محكمة العدل الدولية.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت وأصابت أكثر من 150 ألف مدني فلسطيني ودمرت البيوت والكنائس، مؤكد أن الشعب الفلسطيني لن ينهزم ولم ينته ولن يغادر أرضه.
وشدد على تضامن دولة فلسطين قيادة وشعباً مع جهورية لبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
ومن ناحيته ،دعا مندوب سوريا لدى جامعة الدول العربية حسام الدين آلا، إلى بلورة موقف عربي داعم للبنان في مقاومة إسرائيل، ودعم لبنان في الدفاع عن أرضه وشعبه، وتقديم المساعدات العاجلة للاستجابة للاحتياجات العاجلة الناجمة عن العدوان الإسرائيلي.
وقال “إن سوريا تجدد إدانتها للعدوان الإسرائيلي على لبنان واستعدادها لتقديم الدعم والمساعدة وبادرت لحشد الجهود لتوفير الاحتيجاات الإنسانية والإيواء للمواطنين اللبنانينين النازحين لسوريا، وسهلت الحكومة وصول الوكالات الدولية، مشيرا إلى أن عدد الوافدين بلغ 227 ألفا بين لبنانيين وسوريين مقيمين في لبنان منهم نحو 61 ألف لبناني.
وأشار إلى تصعيد الاحتلال لاعتداءاته على الأراضي السورية، داعيا مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته والمبادرة بالتحرك الفوري ووقف العدوان الإسرائيلي المتعدد الأوجه وإنهاء حالة الشللل التي تسيطر على أعماله بسبب الفيتو الأمريكي.
ومن جانبه، أكد السفير أمجد العضايلة سفير الأردن لدى مصر ومندوبه الدائم بالجامعة العربية وقوف بلاده المطلق مع لبنان، وحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تبعات العدوان على لبنان والذي يأتي في الوقت الذي تواصل فيه عدوانها على غزة.
وشدد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي، فوراً للوصول لوقف إطلاق النار، كما أعرب عن دعمه لموقف لبنان الذي عبر عنه رئيس الوزراء نجيب ميقاتي الذي أكد استعداد لبنان لتتنفيذ القرار 1701، ونشر قوات الجيش اللبناني في جنوب لبنان بالتعاون مع القوات الدولية ودعوة مجلس النواب لانتحاب رئئيس البلاد.
وجدد رفض بلاده لكافة الإجراءات التصعيدية في غزة والضفة الغربية وكذلك تجاه المقدسات الإسلامية في القدس.
وقال إن الأردن يقف مع إطلاق حملة دولية لتوفير المساعدات الدولية للبنان، الذي يواجه تحدي التعامل مع نزوح أكثر من مليون شخض.