هالة شيحة
أكد أحمد قذاف الدم المسؤول السياسي لجبهة النضال الوطني الليبية اهمية وجود مشروع عربي موحد في مواجهة المخططات الرامية للنيل من مقدرات امتنا العربية داعيا إلى استلهام روح نصر اكتوبر المجيد ازاء التحديات التي تحيط بدولنا العربية في هذه اللحظات التاريخية الفارقة.
وقال قذاف الدم في بيان له بمناسبة مرور 51 عاما على نصر اكتوبر المجيد : ” في ذكري حرب السادس من أكتوبر .. العاشر من رمضان .. التي إستعادت فيها الجيوش العربيه إعتبارها ،، والأمه الثقه بنفسها ،، حيث صنعت هذا اليوم الذي إنطلقت فيه المدافع من القناة ،، والجولان في لحظة واحدة ،، وتجمعت فيها إرادة العرب .. لتعبر الهزيمه ،، ولتؤكد قدرة الأمه علي التحدي .
أحيي رفاق السلاح .. الذين تقدموا كتفاً بكتف .. ليعلنوا أننا أمة واحدة ،، وعدونا واحد ،، وهدفنا كان ينبغي أن يكون كذلك” .
وتابع : ” بعد 50 عاماً نجد أنفسنا .. ندمر قدراتنا العسكريه ،، والإقتصاديه ،، ويقتل كل منا الاخر .. دون هدف أو معني .. فكل صاروخ يسقط من بغداد إلي طرابلس .. مروراً بدمشق ،، وصنعاء .. والخرطوم يقتل عربياً !! ،، ولن يحقق نصراً لأحد ،، ولم نخسر في كل معاركنا منذ ” معركة أُحد ” ما تخسره الأمه اليوم .. في زمن تتكتل فيه دولاً ذرية .. على مرمى حجر .. أليس ذلك شيء مخجل ،، ومحزن ،، ومخيف.
وأتحدي أي سياسي أو عسكري .. يستطيع أن يفخر غداً بهذه المعارك .. بل سنشعر جميعاً بالعار .. عندما تعرف الأجيال القادمه ماذا نفعل بأمتنا ،، وكيف نتحرك بهذا الحماس .. دون أن نعرف إلي أين ولماذا؟! ،، ولذا تقف الأمة عاجزة ومشدوهة ،، أمام مايحدث في غزة ،، قرابة العام ،، ويسحق عشرات الألاف من الأطفال ،، والنساء ،، والرجال ،، في مشهد يدمي القلب ،، حتى وإن كان في “هندوراس” مهما كانت المبررات ،، ولعل مانشاهده من عدوان على لبنان ،، وتهجيرٌ للملايين من ديارهم ،، ومحارق فاقت “الهولوكوست” ،، تضج مضاجع سكان الكون ،، دون أن يهتز لنا جفن ،، وأحاط بأمتنا صمت رهيب ،، يُنذر بعواصف يعلم الله مداها .
ولذا علينا في هذه الذكرى المجيدة .. أن نعيد القراءة والنظر في كل المشهد ،، والنتائج ،، وما قد تصل إليه .. إذا دام هذا حالنا .. سوف لن ينجوا أحداً ،، ونصبح كأمة الغجر .. التي فرطت في حقها في الحياة .. فتشردت في أصقاع الأرض ،، وما نشاهده علي الشاشات من ملايين المهجرين من العراق ،، وسوريا ،، وفلسطين ،، والصومال ،، والسودان ،، واليمن ،، وليبيا ،، ينبىء بذلك ،، وقد يلحق بنا قريباً الباقي لأن المبررات ،، والظروف التي صنعت هذه الفوضي ،، والأطراف التي تديرها متوفره في كل أركان الوطن الكبير ،، وقد يكون حينها الوقت متأخر جداً لان نترحم علي البقية الباقيه من زعمائنا ،، وعواصمنا .
ولا بد من استلهام العبر ،، ومداواة الجراح ،، والآلام ،، ونسمو فوق الأحقاد ونصحح الأخطاء ، لا أن نستمر في إشعال النيران ،، وتمويل الفتن ،، وأرجوا أن لا يكون مانقوم به مجبرين على القيام به ،، لم يعد “طوعاً” ،، وإنما “كرهاً” .
وحذر قذاف الدم من ان هذا الإذعان ،، وهذه الطاعة لن تجدي أحداً نفعاً ،، وأنه لا عاصم اليوم إلا العمل يداً بيد ،، لإنقاذ مايمكن إنقاذه من خلال طرح مشروع عربي ،، في مواجهة مخطط بدأ تنفيذه منذ زمن ،، لا يفرق بين منبطحاً ،، وواقفاً ،، وبين غني أو فقير ،، وأجزم بأننا نملك كل الإمكانيات للخروج بهذه الأمة فقط ،، تثق في نفسها ،، وتتوقف عن الإعتماد على الغير ،، وأن ترفع رأسها من جديد ،، عزيزة كما ارادها الله ،، فوق الأرض ،، وتحت الشمس ،، بما يليق بأمة عظيمة.