
هالة شيحة
في أمسية مميزة حملت رسائل تضامن وتقدير، نظّمت منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية، ، احتفالية كبرى بمناسبة “عيد الإعلاميين”، الذي يصادف 31 مايو من كل عام، بتنظيم من اتحاد الإعلاميين الأفريقي الآسيوي، وبمشاركة واسعة من شخصيات دبلوماسية وثقافية وإعلامية من أكثر من 20 دولة.
وشهد الحفل تكريم 76 إعلامياً من القارتين، تقديراً لعطائهم المهني وإسهامهم في تعزيز الحوار الثقافي والدفاع عن قضايا الشعوب في الجنوب العالمي، ولما قدموه من جهود لإيصال صوت الحقيقة إلى المنصات الدولية.
وفي كلمتة استعرض السفير محمد العرابي، رئيس منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية ووزير الخارجية المصري الأسبق، تاريخ المنظمة ودورها النضالي منذ تأسيسها، مشدداً على أهمية إحياء روح التضامن التي جمعت شعوب آسيا وأفريقيا في مواجهة الاستعمار. ودعا إلى تجديد أدوات العمل المشترك لمواجهة التحديات الراهنة، مثل الصراعات والنزاعات والتغير المناخي والأزمات الاقتصادية.
وأكد العرابي أن المنظمة، التي نشأت من رحم كفاح الشعوب في خمسينيات القرن الماضي، لا تزال تملك رصيداً حضارياً يؤهلها للعب دور محوري في دعم السلام وتعزيز التفاهم بين الشعوب. كما استعرض محطات بارزة في مسيرة المنظمة، أبرزها مؤتمر القاهرة عام 1957، الذي أطلقه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكان نقطة انطلاق لحركات التحرر الوطني والتكامل الثقافي في الجنوب العالمي.
وشدد على ضرورة توسيع نطاق التعاون ليشمل قضايا الشباب، والتعليم، والإعلام، والتنمية المستدامة، داعياً إلى الانفتاح على التكتلات الإقليمية والقوى الصاعدة، وبناء شبكات تواصل ثقافي تعزز من ثقافة السلام والحوار الحضاري.
من جانبه، ألقى الكاتب الصحفي نزار الخالد، رئيس اتحاد الإعلاميين الأفريقي الآسيوي، كلمة ترحيبية عبّر فيها عن فخره بانعقاد الدورة الـ91 للاحتفالية، مؤكداً أن الإعلام يبقى الجسر الأهم لنقل الوعي والتنوير، وصوت الشعوب في الدفاع عن الكرامة وحقوق الإنسان.
وقال الخالد:
“إن تكريم هذه النخبة من الإعلاميين ليس مجرد احتفال رمزي، بل هو تقدير حقيقي لمواقفهم وتضحياتهم في ساحات الكلمة والصورة والصوت دفاعاً عن الحقيقة وحرية التعبير.”
وأشار إلى رمزية اختيار “قاعة الشهيد يوسف السباعي” مكاناً لإقامة الحفل، لما تحمله من دلالات تاريخية وفكرية، مؤكداً حرص الاتحاد على توسيع دائرة التكريم في الأعوام القادمة لتشمل المزيد من الإعلاميين المستحقين.
ونوّه بدور الإعلام في مواجهة التحديات التي تواجه شعوب آسيا وأفريقيا، مثل الفقر، والتهميش، والتضليل الإعلامي، مؤكداً التزام الاتحاد بتنظيم فعاليات مستقبلية تسلط الضوء على القضايا الكبرى، وتعزز من حضور الإعلام الحر والمسؤول في التأثير الدولي.
وفي كلمته الافتتاحية والترحيب، أشار الكاتب والمؤرخ محمد الشافعي، الأمين العام للاتحاد، إلى أهمية تعزيز الدور الإعلامي للمنظمة، مستحضراً مؤتمر باندونج عام 1955 الذي أرسى قواعد حركة عدم الانحياز ومهّد الطريق أمام قوى الجنوب للانخراط الفاعل في الساحة الدولية.
كما ألقى الكاتب الكبير محمد سلماوي كلمة المكرّمين، قائلاً إن المكرّمين قد عبّروا عمّا كان سيقوله نيابة عنهم، مشيداً بدور المنظمة التي انطلقت من مرحلة قادت فيها مصر جهود الشعوب في التحرر، وأكد أن هذا اليوم لم يعد فقط عيداً للإعلاميين أو لأفريقيا، بل هو مناسبة متجددة لإحياء الدور الفاعل للمنظمة في ظل ما تمر به المنطقة من تحديات، وعلى رأسها ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم في ظل صمت دولي مخزٍ.
واختُتمت الاحتفالية بتكريم كوكبة من الإعلاميين الذين تميزوا بعطائهم المهني والإنساني، وسط أجواء تعبّر عن التقدير والامتنان لدور الإعلام في دعم قضايا الشعوب.
وقدّمت فقرات الحفل الإعلامية سوزان حرفي، التي أضفت على الأمسية طابعاً احتفالياً أنيقاً، عكس عمق الاحترام والتقدير للإعلاميين ودورهم في خدمة القضايا الإنسانية والثقافية والتنموية.
أبرز المكرمين في الاحتفالية الأستاذ مصطفى بكري و محمد سلماوي والسفير أحمد حجاج والدكتورة درية شرف الدين والأستاذة سناء منصور،والأستاذ مصطفى بكري، والأستاذ جمال الشاعر، والأستاذة سوزان حسن، والأستاذ محفوظ الأنصاري والدكتورة عواطف عبد الرحمن، ومحمد مرعي و سكينة فؤاد ورضا عبدالسلام وفيصل جلول وفتحي بن لزرق وصالح الحميدي و محمد شنيف و عبدالله الحضرمي وحسن عبدالوارث وسفيري فيتنام ودولة جنوب السودان و عدد كبير من اعلامي افريقيا و آسيا..