صحيفة ليبية شاملة
مقالات

هوامش ما بعد الحرب الايرانية والصهيونية

في يوم 25 يونيو، 2025 | بتوقيت 10:53 ص

ليبيا اليوم

قريبا رفع العقوبات الأمريكية عن طهران ماهو الدليل ؟ هل باع ترامب نتنياهو؟ ولماذا ستقف حرب غزة قريبا جدا بعد الإذلال المهين الذي تعرض له جيش إسرائيل امس في خان يونس ؟ وكيف اكملت عملية الوعد الصادق ما بدأته القاهرة في حرمان إسرائيل من التمدد الجغرافي علي حساب الأراضي الفلسطينية؟
هل يعود أمراء الخليج لرشدهم بعد ان تحطم صنم الحماية الذي كانوا يعبدونه؟

كان التهديد الإيراني بغلق مضيق هرمز صندوق باندورا الذي
صب الرعب في قلب ترامب وجعله يركع ويطلب من وزير خارجيته الاتصال بالصين فغلق هرمز كان يعني إطلاق الوحش الذي يخشاه ترامب التضخم مما يعني إطلاق قاعدته الشعبية ستلقي نار الغضب عليه في وقت فقد الثقة فيه كل من صوت له تحت شعار امريكا اولا بعد ان شاهدوا ان أفعاله تقول إسرائيل اولا
. (ولمزيد من التفاصيل عن هذا الحدث يرجي مراجعة مقالة امريكا تركع وتطلب العفو من إيران )
بالفعل تدخلت الصين ليس فقط لمنع طهران من غلق مضيق هرمز بل أيضا لوقف الحرب بين إسرائيل وإيران بعد ان حصلت علي وعد من امريكا بأنها ستجبر نتنياهو علي الاستسلام . وبالفعل توقفت الحرب
وحصلت الصين علي مكافأة فورية من ترامب . السماح للصين بشراء النفط الإيراني.
وهذا ليس مجرد خبر عادي إنما يؤشر لقنبلة قادمة ستنفجر في وجه نتنياهو .
عندما يري قريبا ترامب يعلن الرئيس تخفيف العقوبات الأمريكية عن إيران، وسيكون ذلك أكبر تسهيلات مالية واقتصادية تحصل عليها طهران منذ عام 2016 …
التطورات الأخيرة تؤكد اننا ذاهبون في ذلك الاتجاه
فترامب قرر التخلي عن نتنياهو كان ذلك واضحا جدا خلال الساعات الأخيرة نتنياهو كان لا يريد إيقاف حرب إيران بتلك النهاية وسيناريو الاخراج الذي يهدي إيران النصر
فبلده حتي اللحظة الأخيرة قبل وقف إطلاق النار مشتعلة ومدمرة بفعل صورايخ طهران والضحايا تحت الانقاض وتقارير المخابرات الأمريكية والعالمية تؤكد ان برنامج طهران مازال بصحة جيدة ويحتاج الي عدة أشهر فقط لإصلاح ما تعرض له من تخريب بفعل ضربات نتنياهو ترامب
وفي نفس السياق نظام الملالي ارتفعت شعبيته عالميا و اقليميا نهيك عن الداخل الإيراني فالشعب هناك منح النظام صك غفران عن سنوات الفقر والقهر واعلن بيع جديدة للمرشد ومنحوه قداسة أكبر فربما حسب معتقداتهم يكون خامنئي هو الباب الذي سيظهر منه المهدي المنتظر ..
نتنياهو يعلم أن الحقيقة المؤلمة التي حاول منع ظهورها علي السطح واغراقها بالتعتيم الاعلامي بهذا الاخراج المحرج من ترامب ستطفوا سريعا بما يعني انه ذهب لطهران وعاد بالخراب والدمار وخسائر تقدر بأكثر من 5 مليار دولار علي الاقل تكلفة تلك الحرب علي إسرائيل
والذي خرج جيشها الذي لايقهر بهزيمة مذلة امام شعبه بعد ان وقف عاجزا عن حماية الشعب من بطش الصواريخ الايرانية التي دمرت البنية الاساسية العسكرية والاستخباراتية و الاقتصادية لاسرائيل والأهم انها دمرت معنويات المواطن الإسرائيلي وجعله يفقد الأمان والايمان بفكرة ارض المعياد وبات الخيار الأول هو مغادرة إسرائيل
وان وقف الحرب تقدم فرصة للمغادرة سريعا قبل ان تندلع الجولة القادمة للحرب فالجسد الجغرافي للمنطقة العربية ورغم مرور أكثر من 75 عام مازال يرفض إسرائيل رغم مكر الليل والنهار سواء بالحروب او اعادة شحن عقول شعوب المنطقة برسائل التطبيع وخرافات الديانة الإبراهيمة وثقافة موسم الرياض وفتن القرصان الإماراتي في البحر الاحمر وشرق المتوسط ..
وكان توبيخ ترامب العنيف امس لنتنياهو هو كلمة النهاية لشيطان إسرائيل الذي يحارب ويدمر علي مدار اكثر من 25 عام في العراق واليمن وليبيا والسودان والصومال ولبنان وغزة وسوريا هل تذكرون تصريحه ان الأسد يلعب بالنار قبل سقوط الأسد بفترة قصيرة ..
واخيرا إيران التي جعلته يدفع الثمن غالي وبعد أن دفع عليه ان يدفع ثمن أكبر لشعبه ..
تداعيات سقوط نتنياهو يمكن لكم رؤيتها بشكل أوضح في خان يونس امس فقد تعرض جيش إسرائيل لإذلال من المقاومة التي حصدت 7 جنود واصابات العشرات مشهد يعكس الضعف والانهيار المعنوي للشعب الإسرائيلي وجنود جيشه الذي فقد الثقة بشكل كامل في قيادته علي خلفية الصواريخ الايرانية التي اجبرت ترامب علي بيع نتنياهو
والايام القادمة أيضا سيضغط عليها لوقف حرب غزة بعد ان فشل في تحقيق اي هدف علي مدار اكثر من عام ونصف
فخسر هناك الآلاف من القتلي والمصابين ورغم ذلك لم يصل الي الرهائن وفشل أيضا في خطة تهجير اهل غزة بفضل الموقف المصري الصامد امام ضغوط عنيفة وغير مسبوقة وتهديدات ذلك
الذي سيخلده التاريخ كحلقة مفصلية غاية في الأهمية حرمت إسرائيل من التمدد الجغرافي وانقذت حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه من الاغتيال في معركة انتصرت فيها القاهرة دون أن تطلق فيها رصاصة لتأتي عملية الوعد الصادق 3 الايرانية لتصب في نفس الاتجاه إنقاذ غزة والضفة كنتيجة مباشرة لفشل عملية الأسد الصاعد
واحدة أيضا من اهم نتائج فشل أسد نتنياهو الصاعد
هو تحطم الصنم الذي كان يعبده بعض أمراء دول الخليج
نتنياهو الذي اتخذ اسم الأسد الصاعد كرمز لنفسه فالأمر ابعد ما يكون عن التوراة كمنبع للاسم .
ف نتنياهو كان يري انه بعد نجاحه في إيران سيكون هو الأسد الذي سيصعد الي عرش المنطقة العربية ليحكم ويسخر شعوب المنطقة كعبيد له ولاسرائيل .
تري هل يعود أمراء وحكام الخليج لرشدهم بعد ان شاهدوا الصنم الذي عبدوه من أجل الحماية عاجز عن حماية مؤخرته ؟