صحيفة ليبية شاملة
مقال رئيس التحرير

رئيس التحرير يكتب: الغطرسة الأمريكية!

في يوم 14 يناير، 2022 | بتوقيت 12:51 ص

“ستيفاني” تتابع بصمت وصول الأرتال لتخوم العاصمة.. والمغفلين يواصلون اللهث خلف ستيفاني لإجراء الإنتخابات.. مازلت أقول لكم للفهم تذكروا تحركات السفيرة ديبورا قبل معركة المطار.

حلف الناتو والأمريكيين يقولون يجب على روسيا أن تترك حرية الإختيار للدول في إنضمامها للناتو، لكنهم في نفس الوقت يشنون حملة شعواء وتهديد مبطن لحكومة مالي التي إختارت إخراج الفرنسيين والتعاون مع روسيا وجلب عناصر من الفاغنر للتدريب.

أمريكا تريد أن تبقى أوكرانيا جرح مفتوح، فهي تستفيد في كلا الحالتين، إن غزتها روسيا فستصدق دعايتها في تخويف أوروبا من القوة الروسية بنسخة تخويف وأبتزاز الخليج من إيران، وإن تراجعت وقبلت عضوية أوكرانيا في الناتو فستثبت لحلفائها هيمنتها وسطوتها على روسيا، أما روسيا فهي تعرف أن أمريكا تريد أن تكون أوكرانيا نسخة المستنقع الأفغاني للسوفييت ونسخة الأجتياح العراقي للكويت، والكلفة باهضة ومدمرة وسط أزمة أقتصادية عالمية، لذلك تكتفي بإظهار القوة والتحشيد العسكري والمناورات وتجارب الأسلحة الفتاكة لجعل الحكومة الأوكرانية العميلة للغرب تحت الخوف وكوابيس الحرب وزيادة إحتقان الشارع المأزوم من الأوضاع المعيشية والأمنية لدفعه لإسقاط الحكومة، وربما تتدخل عسكريا في لحظة يتم ترتيب الأوضاع مخابراتيا في الداخل لوضع التوقيع الروسي في المشهد الأخير، والأزمة بعنوان (الفوضى مقابل الفوضى).

القمة حول أوكرانيا في جنيف بين روسيا وأمريكا وإستبعاد الأوربيين، ترك الكثير من الأسئلة، فعلقت الفاينانشيال تايمز (تميل الكتلة الأوروبية إلى التهميش من قبل الولايات المتحدة فيما يتعلق بموضوع الناتو وروسيا لأنه ليس لديها سياسة داخلية قوية وموحدة، وتأثيرها ضئيل على السياسة الدولية) أما ألكسندرا شيفر، مديرة مكتب صندوق مارشال الألماني في باريس علقت (الرئيس الأمريكي بايدن تعلم دروس الانسحاب السريع للقوات الأمريكية من أفغانستان، الذي تم تنفيذه دون التشاور مع الدول الأعضاء في الناتو، لكن الدول الـ27 اليوم تواصل التنسيق لتأكيد وجهة نظرها وعدم تهميشها بشكل دائم )، أما الكاتب لوكاس ليروز فقال (ما لا تفهمه واشنطن هو أن هذا النوع من المواقف يميل إلى إبعاد المزيد من الأوروبيين عن الناتو، مما يؤدي إلى انشقاق داخلي، واحتكاك، واستقطاب في التحالف العسكري الغربي، رداً على المقاطعة الأمريكية، إختار بعض أعضاء الإتحاد الأوروبي الإتصال بموسكو مباشرة من أجل تشكيل حوار ثنائي. سيصل ينس بلوتنر، مستشار السياسة الخارجية الألماني، وإيمانويل بون، المستشار الدبلوماسي لماكرون، إلى موسكو في وقت لاحق من هذا الأسبوع للقاء بعض المسؤولين الروس. ثم سيسافر كلاهما إلى أوكرانيا.

من الواضح أنه يتم تطوير دبلوماسية داخلية موازية داخل الناتو، حيث تتفاوض القوتان الأوروبيتان الرئيسيتان مع روسيا مباشرة، دون إذن الولايات المتحدة.

ويبقى السؤال.. إذا كانت الغطرسة الأمريكية تذهب لحد تهميش الحلفاء الأوربيين وفقا لمصالحها مثل إنسحابها من الإتفاق النووي الإيراني وإتفاقية المناخ وأفغانستان وإعترافها بالقدس عاصمة صهيونية حتى المفاوضات حول أوكرانيا، فكيف ينتظر السذج لدينا أن تقيم لهم وزنا وتجلب لهم ديمقراطية وتهتم بإنتخاباتهم وإستقرارهم.