صحيفة ليبية شاملة
المحلية

تقرير كندي عن القذافي والناتو والربيع العربي: الهدف الوصول أخيرا إلى النفط الليبي

في يوم 8 فبراير، 2022 | بتوقيت 5:43 م

طرابلس-ليبيا اليوم

نشرت مجلة كندية تقريرا بعنوان “الناتو والقذافي والربيع العربي”، ورد فيه أن الغرب كان يهدف من تدخله العسكري في ليبيا إلى أزالة “زعيم غريب الأطوار” وتأمين الوصول إلى النفط بالنهاية.

ووصف تقرير نشر في المجلة الإلكتتروونية الكندية  “mcgill international review”  الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي بأنه كان “زعيما صاحب كاريزميا، ولكنه غريب الأطوار ولا يمكن توقع ما سيفعله، وأنه سيطر على ليبيا لمدة 42 عاما”.

وخرج منذ البداية صاحب التقرير، الذي صيغ من وجهة نظر نادرا ما تظهر في وسائل الإعلام الغربية، باستنتاج مفاده أن “مصرع القذافي كان إلى حد كبير نتيجة للتدخل الأجنبي وليس لانتفاضة السكان الأصليين. كان لدى حلف شمال الأطلسي وحلفائه الإقليميين مصلحة قوية في الإطاحة بالقذافي، ما أدى إلى حملة عسكرية فعالة للغاية لإنهاء نظامه”.

ومن بين النقاط التي أبرزها هذا التقرير إشارته إلى أن الجماعات المتمردة أثناء القتال ضد نظام القذافي  كانت “في كثير من الأحيان عنيفة للغاية ولا يمكن التنبؤ بها.

ووفقًا لمنظمة العفو الدولية، كانت الجماعات المتمردة الليبية مسؤولة عن العديد من انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك التطهير العرقي والخطف والقتل المنهجي لسكان ليبيين من ذوي البشرة السمراء، زُعم أنهم مرتزقة من غرب إفريقيا موالون للقذافي”.

وذكرت المجلة الكندية أن  العديد من الليبيين الذين تمت مقابلتهم خلال ذلك الوقت صرّحوا بأنهم “يفضلون العيش في ظل حكم القذافي على البقاء تحت التهديد المستمر من الجماعات المتمردة، لأن نظام القذافي كان على الأقل متوقعا”.

وفي إطار سرد الكاتب ويدعى ” سيج بوثير” للادعاءات التي سيقت ضد نظام القذافي خلال تلك الحملة، أشير إلى ما كان يشاع عن أن “القذافي كان يستخدم القوة الجوية لمهاجمة المتظاهرين، وهو ادعاء دحضته فيما بعد كل من وزارة الخارجية الأمريكية ومجموعة الأزمات الدولية. علاوة على ذلك، ذكرت قناة الجزيرة أن جنود القذافي تم تزويدهم بالفياجرا، وأمروا باغتصاب النساء المدنيات والمتمردات بشكل منهجي، إلا أن تحقيقا أجرته منظمة العفو الدولية تناقض مع هذا الادعاء، وخلصت المنظمة  إلى أنها وجدت أن الأدلة غير كافية لدعمه”.

ورصد التقرير علاقة الزعيم الليبي الراحل بالغرب مشيرا إلى أن القذافي بعد وصوله إلى السلطة كان ” ير ودود للغاية ولا يثق في الغرب. أراد الغرب الوصول إلى احتياطيات ليبيا الهائلة من النفط ، لكن موقف القذافي القومي والمتحمس جعل العقود بعيدة عن المتناول. نتيجة لذلك، كانت القوى الغربية مهتمة بإزاحة الديكتاتور من السلطة.

اختلقت إدارة ريغان طوال الثمانينيات من القرن الماضي، روايات عن القذافي لإثارة الرأي العام الأمريكي والجهات الفاعلة الدولية ضده، على أمل تبرير انقلاب أو هجوم ضده. وذهبت بريطانيا إلى حد التعاون والعمل مع الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، وهي منظمة إرهابية مرتبطة بالقاعدة، لإضعاف حكم القذافي”.

ورصدت المجلة الكندية أت القذافي بدأ في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، في “فتح أسواق النفط الليبية أمام الغرب، وعقد صفقات مع الولايات المتحدة ودول أوروبية مختلفة. حين عمل على إذابة الجليد عن العلاقات الاقتصادية، تغيرت علاقة الغرب مع القذافي إلى حد كبير. وشوهد القذافي في باريس ونيويورك وهو يصافح رؤساء الوزراء والمشاهير حيث لقي ترحيبا حارا في بلادهم”.

ولفت التقرير إلى ان علاقة التعاون تلك كانت “قصيرة الأمد، حيث شرع نظام القذافي يدير ظهره لاتفاقاته مع الغرب. بعد توقيع الامتيازات مع ليبيا، أبرمت مع كل من إكسون موبيل وتوتال اتفاقيات بشروط غير مواتية، حيث أجبروا على دفع مليارات الدولارات لنظام القذافي.

في عام 2009، هدد القذافي بإعادة تأميم النفط الليبي أثناء محاضرة ألقاها عبر الفيديو في جامعة جورج تاون. ابتز النظام إيطاليا، مهددا بإرسال أعداد كبيرة من المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط ​​إذا لم يوافقوا على استثمار 5 مليارات دولار في ليبيا”.

ورأى صاحب التقرير أن الغرب وجد في اندلاع الحرب الأهلية الليبية فرصة “لإزالة زعيم غريب الأطوار وتأمين الوصول إلى النفط الليبي بالنهاية”، مشيرا في هذا السياق إلى أن الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، في محاولة لإعادة تأكيد الوجود الفرنسي في إفريقيا، بالإضافة إلى الرفع من وضعه السياسي، ضُبط  “وهو يستخدم طائرات مخصصة للمساعدات الإنسانية لنقل المديرين التنفيذيين من شركات النفط الكبيرة مثل توتال للقاء الجماعات المتمردة وعقد الصفقات. وبالمثل، اعترفت بريطانيا بتشكيل “خلية للنفط الليبي” لوضع استراتيجية للوصول إلى النفط في هيا البلد، فيما حاولت إيطاليا وقطر أيضًا تأمين مكانة إيجابية مع القادة الليبيين المحتملين، بتمويل الحكومة الليبية المؤقتة، المتمثلة في المجلس  الوطني الانتقالي.

وقالت المجلة الكندية في ختام تقريرعا عن الربيع العربي وما تلاه من تمرد جاء “في وقت مناسب للغرب للإطاحة بالقذافي، الذي إضافة إلى كونه ديكتاتورا قوميا غريب الأطوار، خان الغرب في ذلك الوقت وكلفه ملايين الدولارات.

ساهم حلف شمال الأطلسي، إلى جانب حلفائه الإقليميين، في إزاحته باستخدام نفوذه العسكري والسياسي والاقتصادي. أكد الناتو أن تدخله كان إنسانيا بحتا. هو في الواقع، أراد إزالة القذافي والوصول أخيرا إلى النفط الليبي. كانت مهمتهم ناجحة على نطاق واسع، وذلك لأنه لا يزال يُنظر إلى وفاة القذافي على أنها (انتصار) للربيع العربي وليست مثالا على التدخل الأجنبي غير الشرعي”.