صحيفة ليبية شاملة
التعليم

الباحثة اسراء خليفة تحصل على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الاولى عن رسالتها حول “الضغوط التي تواجه الصحافيات العراقيات

في يوم 1 سبتمبر، 2022 | بتوقيت 4:16 م

 

القاهرة – ليبيا اليوم – هالة شيحة
حصلت الباحثة اسراء خليفة مراسلة جريدة الصباح العراقية بالقاهرة على درجة الدكتوراة مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة المنصورة “كلية الاداب ،قسم الاعلام ، تخصص الصحافة ” مع التوصية بطبع الرسالة على نفقة الجامعة وترجمتها وتوزيعها وتبادلها مع الجامعات العربية والاجنبية ، حيث تناولت الرسالة “الضغوط المؤثرة على الاداء المهني للصحفيات العراقيات دراسة ميدانية “.
وضمت لجنة المناقشة كلا من : الدكتور عبد الهادي احمد النجار أستاذ  الصحافة بقسم الاعلام كلية الاداب جامعة المنصورة “مشرفا ورئيسا”، والدكتورة انتصار محمد السيد سالم استاذ الصحافة المساعد بقسم الاعلام، كلية التربية النوعية بجامعة الزقازيق “مناقشا وعضوا”، و الدكتورة نهلة زيدان الحوراني استاذ العلاقات العامة المساعد بكلية الآداب جامعة المنصورة “مناقشا وعضوا”
وأشادت لجنة التحكيم بالرسالة ومضمونها كونها رسالة قيمة تجسد معايشة الباحثة للواقع والظروف التي تحيط بالصحافيات العراقيات معربين عن تطلعهم لأن ينظر المسؤولون في العراق لنتائج تلك الدراسة بعين الاعتبار .

وتناولت الباحثة في رسالتها أهم الضغوط المؤثرة على الصحفيات العراقيات موضحة أن المراة الصحفية في العراق لم تكن بعيدة عما تواجهه المرأة بشكل عام من تسلط وارهاب وميليشيات مسلحة وان الدستور العراقي ينص على أن يكون هناك ٢٥ بالمائة في اي قائمة انتخابية للنساء لمجرد “الكوتا ” وأن المرأة الصحفية تواجه ضغوطا كبيرة مقارنة بالرجال .
واوضحت الباحث أن هناك شواهد كثيرة لاختطاف وقتل العديد من الصحفيات العراقيات لافتة في هذا الاطار لما حدث للصحفية العراقية ( اطوار بهجت ) عندما ذهبت لتغطية حدث انفجار ضريح العسكريين في محافظة سامراء بالعراق عام 2006 على يد مسلحين من قبل جماعات مجهولة وهذا الحدث جعل الخوف والرعب يهز مشاعر كل صحفية عراقية مهنية فهي ضغوط  تجعلها تبتعد عن مهنتها التي تضطلع بنقل الاحداث المهمة في العراق واظهار الحقيقة للرأي العام، كما ان هناك صحفيات عراقيات تعرضن للخطف ولعل اخرهن الصحفية والناشطة العراقية افراح شوقي عام 2016 كونها تنتقد الجماعات المسلحة في العراق وتدافع عن حقوق المرأة وبعد تدخل من قبل منظمات عالمية اطلق سراحها وهاجرت خارج العراق مما يكشف محاولات تكميم افواه اي صحفية عراقية تحاول ان تنتقد او تمارس حقها المهني في تغطية اي حدث في العراق .
وبينت الباحثة أن غالبية الدراسات واستطلاعات الرأي تكشف أن المرأة الصحفية تتعرض لضغوط أكثر من الرجل الذي يعتبر عمل المرأة في هذه المهنة أساساً غير لائق لذلك يحرصون على أن يكون الرجل هو القائد في أي مؤسسة إعلامية وهو من يتولى أمورها  حتى لو كانت المرأة الصحفية هي أجدر وأقدر منه وخاصة في أدائها المهني لذلك لا توجد أي مؤسسة إعلامية في العراق تتولى المرأة الصحفية فيها مهمة رئيس تحرير أو حتى مدير تحرير
ولفتت الباحثة الى أن الضغوط تمارس على المرأة الصحفية بسبب  دورها في التنوير وكشف الفساد الذي استشرى في جميع مفاصل الحياة بالعراق ومدى تأثير الصحافة على الرأي العام . موضحة ان الضغوط المؤثرة على الاداء المهني للصحفيات العراقيات من أخطر قضايا المجتمع العراقي على الإطلاق .
ورصدت الباحثة أهم الضغوط التي تمارس على المرأة العراقية منذ عام 2003 حتى الان من خلال استبيان وزع على (400) صحفية بجميع الصحف والمؤسسات الاعلامية بمحافظات العراق .

وخلصت الرسالة على عدة نتائج وتوصيات اكدت الباحثة من خلالها ضرورة العمل على توفير ضمانات شخصية وبيئة عمل آمنة لحماية الصحفيات العراقيات، من خلال قيام إدارة المؤسسات الصحفية بتوفير مستلزمات السلامة المهنية، كونهن يعملن في بيئة قد تعرض حياتهن للخطر .
كما اكدت اهمية الاهتمام بالصحافيات العراقيات وتمكينهن من الوصول إلى مناصب مهمة داخل المؤسسات الصحفية، وفق نظام ترقية منصف يعتمد على معايير مهنية محددة.
والعمل على توفير الأمن والاستقرار الوظيفي والضمانات الاقتصادية وتحسين أوضاعهن المادية بما يناسب خطورة المهنة .
وضرورة خفض مستوى الضغوطات على الصحفيات العراقيات في المؤسسات الصحفية سواء أكانت ضغوط ( مهنية، إدارية، خارجية، مجتمعية) ومعرفة أسبابها داخل المؤسسة والعمل على إنهائها والتخفيف منها .
واكدت اهمية وضع لوائح إدارية وتنظيمية واضحة تحدد طبيعة التعامل مع الصحفيات العراقيات، تسهم في تحديد مهامهن ، وضرورة إطلاع الصحفيات على السياسة التحريرية للمؤسسة بشكل مستمر، كونها تحدد الأسس التي يعملن في ضوئها، كي تتمكن من إنجاز العمل بصورة سليمة .
و ضرورة وقف المضايقات من قبل الأجهزة الأمنية التي تتعرض لها الصحفيات العراقيات ، وأن تحرص المؤسسات الصحفية على رفع المستوى المهني للصحفيات من خلال توفير فرص تدريب متكافئة( خاصة في مجال السلامة المهنية وكيفية التعامل مع الأحداث في الميدان) بين الصحفيات وباقي الموظفين، وهو ما قد يسهم في الحفاظ على حياتهن، وإرسالهن ضمن بعثات تدريبية خارجية تعزز من خبرتهن وتنمى قدراتهن المهنية .
واشارت الباحثة إلى ضرورة ان توفر المؤسسات الصحفية تأمينات صحية للصحفيات العراقيات لضمان سلامتهن حال تعرضهن للأذى .
وكذلك العمل على تحسين العلاقات بين الصحفيات وجماعات العمل من الزملاء والمسئولين ، وهو ما قد يساعد في إنجاز وأداء المهام وكذلك يسهم في تبادل الخبرات فيما بينهم .
واكدت ضرورة مواكبة التطور التقني والعالمي باقتناء أحدث وسائل التكنولوجيا وتعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة في العمل الصحفي، لما توفره من امكانيات كبيرة للصحفين تزيد من قوة وتأثير المواد الصحفية والعمل عل تفعيل دور لجان العمل النقابي الصحفي، من أجل حماية حقوق الصحفين بشكل عام.