صحيفة ليبية شاملة
المحلية

كلمة نارية.. ننشر الترجمة النصية الكاملة لمداخلة وزيرة الخارجية الليبية في مؤتمر الهجرة بروما

في يوم 5 ديسمبر، 2021 | بتوقيت 9:06 ص

الترجمة النصية الكاملة لمداخلة وزيرة الخارجية والتعاون الدولي السيدة نجلاء المنقوش التي ألقتها باللغة الإنجليزية عبر تقنية الفيديو “زوم” في جلسة النقاش بعنوان “التعامل مع الهجرة: إحياء الشراكات في عالم مابعد الجائحة”، وذلك ضمن مؤتمر حوار البحر الأبيض المتوسط الذي عُقد الجمعة الماضية في روما.

“كما كنت دائما أقول وما زلتُ أقول: دعونا لا نتجاهل حجم مشكلة هذا الموضوع بالنسبة لليبيا في المقام الأول، نرجوا أن لا ترموا المشكلة صوبنا ونرجوا أيضا أن لا توجهوا أصابع إتهامكم ضد ليبيا كدولة تسيء لحقوق الإنسان ولا تحترم اللاجئين”.

وأعيدها مرة أخرى، هذه المشكلة أكبر من الليبين فهي خارج قدرتنا وسيطرتنا، أعلم أنكم لا تودون سماع هذا الكلام ولكنها الحقيقة.

“لقد تعبنا من التهرب أمام مواجهة الأمر الواقع في حين أنّ كل الحلول التي وضعت فيما مضى كانت سطحية، لقد حان الوقت لتحديد مكمن المشكلة لإصلاحها واقعيا، خلال الأسبوع الماضي فقط غرق قرابة 27 مهاجر غير شرعي أثناء عبورهم القناة الإنجليزية من فرنسا حتى إنجلترا، حياة أي إنسان مهمة ولها قيمتها في أي مكان، وهو ما جعلني أتابع وأفكر: إذا كانت دولتان من أكثر الدول استقرارًا بين دول العالم تستخدمان تقنيات المراقبة والبحث والإنقاذ لم تستطيعا التحكم في الهجرة غير الشرعية، فكيف هو الحال بليبيا مع الوضع الذي نحن فيه وما زلنا نعيشه، كيف نتوقع السيطرة على هذا الملف؟”.

إنه سؤال كبير ويتطلب تفكيرًا عميقاً ويتطلب فهمًا أفضل للوضع علي الأرض.

“ليبيا ليست الوجهة النهائية لهؤلاء المهاجرين، نحن بلد عبور، بعض المهاجرين الذين يقولون أنهم يبحثون عن لجوء في ليبيا يأتون من دول أكثر استقرارًا وأمناً من بلدنا يأتون إلينا وهم يعلمون جيدًا أننا لا نستطيع تأمين سلامتهم ويعلمون أننا لا نستطيع ضمان إحترام حقوق الإنسان التي يستحقونها، وهم يعلمون أنهم قد يخضعون لضوابط الخارجين عن القانون والمهربين، وهم على دراية تامة بالوضع المحزن الذي يمر به بلدنا لكنهم يأتون، أنا لا ألومهم ولكني أحاول فقط وضع الأمر في سياق واقعي”.

مرة أخرى، أنتم تعلمون أن الحلول التي تُجيب على سؤالك قد تم تقديمها مسبقاً ولكن، لأكون صادقة معكم أعتقد أنها كانت دائمًا سطحية، هذه الحلول فقط موجودة من أجل خدمة أجندة ومنظور الإتحاد الأوروبي، لم يكن في الواقع أمرًا عميقًا لفهم المشكلة بدونها.

أتمنى في هذا الحدث حيث هناك الكثير من الأشخاص المهتمين والمستعدين لفهم الموقف ولكن أيضًا لتنفيذ إستراتيجية أكثر فائدة.

“لقد سمعنا ما يكفي من الحديث في وسائل الإعلام من قبل شركائنا الأوروبيين حول مقدار الأموال التي تم منحها لليبيا لوقف الهجرة غير الشرعية، كل ذلك لم يساعد في الماضي ولن يساعد أبدًا في المستقبل”.

“نحن الليبيون نعرف كيفية حل هذه المشكلة، ونحن نفهمها جيدًا، لذا نرجو الإستماع إلينا عندما نقول ما نحتاجه حقًا”.

“ما نحتاجه واضح جدًا وليس صعباً التفكير فيه وتنفيذه، نحتاج إلى فحص المهاجرين في حدودنا الجنوبية بطرق تحترم كرامتهم وحقوق الإنسان ونحتاج إلى تقنية مراقبة تساعدنا على تأمين حدودنا”.

على سبيل المثال إذا فكرنا في حدودنا المشتركة مع تشاد، فهي تزيد عن 1000 كيلومتر، فكروا معي في هذا الأمر، هناك في الصحراء في تلك الظروف والبيئة الصعبة كيف يمكننا تأمين الحدود بهذه الإمكانيات و الموارد المحدودة، أضف على ذلك الوضع الأمني على الأرض!.

آمل أن أكون قد أجبت علي سؤالك.