ليبيا اليوم
شهدت العاصمة التونسية فعاليات المؤتمر الدولي حول «الاستقرار السياسي الليبي» الذي يستمر على مدى يومين مستهدفًا إشراك أنواع الطيف السياسي كافة لبلورة رؤية مستقبلية موحدة توفر دعائم الاستقرار في البلاد.
وينعقد المؤتمر بمبادرة من المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية في تونس، ومؤسسة شمال أفريقيا لرعاية الشباب في ليبيا، ويتناول عدة محاور تشمل الاستقرار السياسي وإنهاء «الوصاية الأجنبية» وإرساء شراكات دولية مبنية على الندية والاحترام والتعاون، إلى جانب دور المرأة والشباب في تحقيق السلم الاجتماعي والاستقرار، وأهمية المصالحة الوطنية كخطوة من أجل البناء والاستقرار.
ويشارك في المؤتمر خبراء ومحللون استراتيجيون من تونس والجزائر ومصر والنيجر وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وجنوب أفريقيا، فضلًا عن أعضاء من مجلسي النواب والأعلى للدولة ومنظمات مدنية ومجلس حكماء ومشايخ ليبيا وممثلين عن بعثة الأمم المتحدة في ليبيا.
وقال عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر والناشط السياسي الليبي خالد غويل في كلمته خلال المؤتمر، إن استقرار ليبيا يبدأ من المصالحة الوطنية بين مختلف الأطراف، وإعادة النظر في العلاقات مع مختلف مكونات المجتمع الدولي المتدخلة في الشأن الليبي لتصبح علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك، بعيدا عن كل أنواع التدخل، ورأى أن ذلك يتطلب «مصالحة سياسية أيضا تقطع الصلة بالأجندات الأجنبية التي تعيق الوحدة وتعمق الهوة بين أفراد الشعب»، .
بدوره، عبر عضو مجلس النواب صالحين عبدالنبي عن أمله في التوصل إلى اتفاقات تحقق الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار لليبيا، بعيدا عن أي تدخلات أجنبية من شأنها أن تقوض السلم الاجتماعي، مشيرًا إلى أن «ليبيا دولة مكتملة السيادة وعليه لا بد من التفكير في آليات لتعزيز الشراكة مع المجتمع الدولي التي تساعد على إرساء مقومات الاستقرار والسلم، وتدفع في اتجاه التنمية المستدامة والتطور الاقتصادي خدمة للأجيال القادمة».
أما ممثل مجلس حكماء ومشايخ ليبيا إمحمد زيدان إمحمد، فقد دعا إلى توحيد الصف الليبي ومعالجة المشاكل التي تعيق إرساء الوحدة الوطنية والتنمية الاقتصادية، معتبرا أن «الليبيين هم أصحاب القرار وهم ثابتون على عهدهم لتحقيق الوحدة الوطنية الشاملة»، التي قال إنها برزت بشكل لافت في الفيضانات التي اجتاحت مدينة درنة وأودت بحياة الآلاف.
وقدمت رئيسة المركز الدولي للدراسات الدولية والاستراتيجية في تونس بدرة قعلول منهجية عمل يمكن أن تساعد على تركيز مقومات الاستقرار السياسي في ليبيا عبر إشراك جميع أطياف المشهد السياسي والمدني الليبي، مع الأخذ بعين الاعتبار المتغيرات الحاصلة على الساحتين الإقليمية والدولية على جميع الأصعدة السياسية والاستراتيجية والاقتصادية أيضا.
ونوهت ب «نجاح» المؤتمر في لم شمل الفرقاء السياسيين في ليبيا، لا سيما الممثلين عن الجنوب الليبي لأهميته السياسية والجغرافية، وقالت: «لتونس وليبيا علاقات محورية مهمة وكلاهما يمثل العمق الاستراتيجي والأمني للآخر».