ليبيا اليوم
كشف الرئيس الجزائري، عبدالمجيد تبون، عن اتفاقه مع قادة أربع دول في المنطقة، بمن فيهم رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، على خلق كيان مغاربي مشترك، نافيا توجيهه ضدّ أي دولة، في إشارة إلى المغرب.
وأوضح تبون، في لقاء له ، أنه اتفق مع ليبيا وتونس وموريتانيا على العمل معًا لخلق كيان مغاربي مشترك، وليس موجها ضد أي دولة. وأرجع سبب القرار إلى غياب عمل مغاربي مشترك، لذا جرى الاتفاق على عقد لقاءات مغاربية دون إقصاء أي طرف، والباب مفتوح للجميع.
ولم ينفِ تبون إمكانية التحاق المغرب، موضحا: «الباب مفتوح دائمًا أمام جيراننا في الغرب (يقصد المغرب). لكنهم اختاروا جهات أخرى، وهم أحرار».
وفي مطلع مارس، أعلن قادة الجزائر وتونس وليبيا «شراكة استراتيجية»، مع الالتزام بعقد قمم دورية، لمعالجة التحديات الأمنية والاقتصادية بين الدول الثلاث. واتفق الرئيس الجزائري ونظيره التونسي قيس سعيد، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، على هامش القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز، المنعقدة في الجزائر، على عقد اجتماعات كل ثلاثة أشهر، لمعالجة التحديات الأمنية والاقتصادية الملحة.
وسيكون اللقاء الأول في تونس بعد شهر رمضان المبارك. ولاحقا، تحدث الرئيس تبون مع نظيره الموريتاني، محمد ولد الغزواني، بشأن انضمام موريتانيا للقاءات.
وشرح وزير الخارجية الجزائرية أحمد عطاف، في مؤتمر صحفي بالعاصمة ، خلفيات اللقاء المغاربي الثلاثي الذي بادر به تبون، وقال: «تبني هذه المبادرة جاء نتيجة الغيبوبة التي يعيشها الاتحاد المغاربي الذي ليس له أمين عام بصلاحيات». وأشار إلى أن تبون، منذ قرابة السنة، كان يطرح الفكرة في كل لقاءاته مع القادة المغاربة، ومبعوثيهم الذين كانوا يتوافدون على الجزائر، حيث أكد لهم أن المنطقة المغاربية هي الوحيدة في العالم التي لا تمتلك أطرا تشاورية.
وقال إن بلاده تسعى جاهدة لإقناعهم بفكرة سد هذا الفراغ، مع تأكيد أن ذلك لا يعني خلق ما هو موجود، انطلاقا من أن مؤسسات الاتحاد المغاربي ما زالت قائمة مثلها في ذلك مثل الاتفاقيات المبرمة التي ما زالت موجودة، على الرغم من أنها غير سارية المفعول.
وأكد عطاف أن الرئيس الجزائري اقترح الفكرة، وفي انتظار عودة الاتحاد المغاربي إلى الحياة، مضيفا أن مهمته خلال الزيارات التي قام بها إلى الدول المغاربية كمبعوث خاص كانت من أجل شرح هذا المبتغى.
يُذكر أن الجزائر تسعى لخلق تكامل اقتصادي مع الدول المغاربية، حيث تم أخيرا إعلان إنشاء مناطق حرة مشتركة مع تونس وليبيا وموريتانيا ستسهم، حسب الرئيس تبون، في تعزيز التبادل التجاري بين البلدان بإزالة كل العوائق الحدودية والجمركية، وإمكانية تطوير فضاءات للاستثمار داخل هذه المناطق.