هالة شيحة
طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة وفي لبنان، والتوصل لمسار يفضي إلى تنفيذ حل الدولتين في أسرع وقت ممكن وبرعاية دولية، وبالتزام حقيقي بتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض.
وقال ابو الغيط في كلمته امام القمة العربية الإسلامية الاستثنائية بالرياض إن الكلمات لم تعد تكفي لوصف المأساة التي يكابدها أهل فلسطين ، والحقائق معروفة لنا جميعاً ومعروفة للعالم وهي صعبة ومخجلة وكاشفة.
واضاف أبو الغيط ان الخطة الإسرائيلية لم تعد بخافية فالمطلوب هو تدمير المجتمع الفلسطيني في غزة أو تهجيره قسراً أو طوعاً، و إزاحة مجتمع كامل بمؤسساته القائمة، ونسيجه الجامع، والقضاء على إمكانية استعادته في المستقبل، و قتل الأمل الفلسطيني في الدولة المستقلة.
وتابع : “ونحن نقول هنا لمن يسمع إن تلك الأماني الإسرائيلية لن تتحقق أبداً بإذن الله”، مشيرا الى ان ما تقوم به حكومة اسرائيل ومناصروها من قطعان المستعمرين اليوم إنما هو تدمير لمستقبل التعايش في هذه المنطقة وتخريب لإمكانيات السلام الذي طالما طالبنا به، وهو السلام القائم على العدل الذي يمكننا من إقامة سلام دائم و لن يكون هناك سلام مع الظلم والقتل والتنكيل.
ولفت أبو الغيط الى ان قمة اليوم تحمل رسالة واضحة بأن العالم لا يستطيع أن يتحمل عواقب إدارة ظهره لهذه المقتلة المتواصلة، منوها الى ان عجز وسلبية المجتمع الدولي أثارا شهية قوة الاحتلال المتعطشة للدم فانطلقت توسع دائرة النار من غزة إلى لبنان معرضة استقرار المنطقة كلها للخطر البالغ.
وذكر ابو الغيط ان إسرائيل ربما تحتاج من بين من تبقى من أصدقائها إلى من ينقذها من نفسها ومن أفعالها، فانعدام المحاسبة، وتغييب القانون الدولي، شجع قيادتها بكل أسف على المضي في تنفيذ مخططات لا يمكن وصفها سوى بالعبث والجنون.
وتابع: رئيس حكومة إسرائيل يتحدث عن رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد.. أي شرق أوسط هذا الذي ترسم خريطته بالدم والقنابل والاغتيال والتجويع وحرق مخيمات اللاجئين بمن فيها؟”.
واستطرد قائلا: “اليوم يعيش 90% من سكان غزة على 10% من مساحته مروعين محرومين من أبسط وسائل البقاء على قيد الحياة، معرضين لقتل ينهمر عليهم بلا تمييز”.
وشدد على ان الشرق الأوسط الذي نريده ونسعى إليه ولن نتنازل عنه هو إقليم تكون في قلبه دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال انه في لبنان، يستمر القصف القاتل يحصد أرواحاً بريئة ويدمر ممتلكات خاصة وعامة، وترتفع أعداد الضحايا من المدنيين، وتتفاقم مشكلات مليون نازح يثقلون كاهل بلد يئن بالفعل تحت وطأة الأزمات منذ سنوات.
وطالب بوقف إطلاق نار في لبنان يستند إلى تنفيذ القرار 1701 بكافة مندرجاته ويحقق الأمن على جانبي الحدود.
وحذر من ان التأخير لا يعني سوى مزيد من الدماء المراقة مع تصاعد احتمالات الانفجار الشامل في المنطقة، وقال: “ولعل الرئيس الأمريكي المنتخب الذي وعد بوقف الحرب أن يفي بوعده في أقرب أجل”.
واختتم بأن قمة اليوم هي رسالة بأن منسوب الخطر بلغ مستوى لا يمكن احتماله.. معربا عن ثقته في الحكمة التي ستتعامل بها القمة مع هذه الأزمة التاريخية.