
هالة شيحة
أكد السفير على درويش الممثل القائم للاتحاد الأفريقي لدى جامعة الدول العربية ضرورة تبني مشروع نداء إنساني لوقف جرائم الإبادة والتجويع والحصار والتهجير والتدمير في قطاع غزة وتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية للشعب الفلسطيني.
جاء ذلك خلال كلمة درويش في الاجتماع المشترك بين الآلية الثلاثية (آلية التنسيق المشتركة بين جامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي ومنظمة التعاون الإسلامي لدعم القضية الفلسطينية)، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) بشأن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة.
وقال إن آلية التنسيق المشتركة بين المنظمات الإقليمية الثلاث تعتبر بمثابة منصة بامتياز لدعم وتجسيد التعاون والتضامن التقليديين بين الشعوب الأفريقية والعربية والإسلامية.
واضاف أنه منذ أكتوبر، يعاني سكان غزة من تصاعد العنف، وانهيار شبه كامل للخدمات الأساسية وحرمان ممنهج من الكرامة الإنسانية الأساسية نزح الملايين؛ ويعيش النساء والأطفال، وكبار السن والفئات الضعيفة، تحت الحصار مع محدودية الوصول إلى الماء والغذاء والدواء والكهرباء والمأوى، معربا عن قلق الاتحاد الأفريقي العميق إزاء الكارثة الإنسانية المستمرة في غزة.
ونوه إلى أن الاتحاد الأفريقي سبق ودعا إلى وقف فوري للأعمال العدائية، مشددا على ضرورة عدم فرض عقوبات جماعية على سكان غزة المدنيين.
وأدان حظر وتقييد عمليات الأونروا.. وقال إن محاولات تقليص الأونروا تشكل انتهاكا واضحًا للالتزامات القانونية الدولية، وإن ولاية الأونروا حيوية – ليس فقط للإغاثة، ولكن أيضا للصمود والكرامة.
ودعا جميع الدول الأعضاء وهيئات الأمم المتحدة إلى حماية الأونروا وتمويلها وتمكينها بشكل كامل لإداء مهامها في أحسن الظروف.
وأضاف السفير علي درويش أنه في مايو 2025، اتخذ الاتحاد الأفريقي موقفا مبدئيا في محكمة العدل الدولية، مؤكدا أن عرقلة المساعدات الإنسانية أمر غير قانوني ولا أخلاقي وأن الاحتلال لا يمكن أن يبرر الحرمان الممنهج للشعب الفلسطيني الشقيق من أبسط حاجياته.
وطالب المجتمع الدولي بضمان وجود ممر إنساني متواصل تحت رقابة دولية صارمة، ليتمتع المدنيون بإمكانية الوصول دون عوائق إلى الغذاء والماء والأدوية والمأوى.
ودعا إلى ضرورة رفض التهجير القسري، معتبرا التهجير الجماعي لسكان غزة انتهاكا للقانون الدولي.
كما دعا للضغط على جميع الأطراف المتحاربة للامتثال لمطالب وقف إطلاق النار التي فرضها مجلس الأمن والجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة، مشيرا الى أهمية حشد الدعم المالي واللوجستي للأونروا وعدم عرقلة عملياتها أو تسييسها.
وجدد الالتزام بضرورة التوصل لحل سياسي قائم على حل الدولتين القابل للتطبيق، فهذا هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام المستدام والكرامة للشعب الفلسطيني.
كما دعا جميع الشركاء الدوليين إلى دعم صندوق إعادة إعمار غزة والتوافق مع أوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء الأعمال العدائية فورا والمساءلة فيما يخص جرائم الحرب.
واختتم كلمته قائلا: “ستظل أفريقيا دائما متضامنة مع إخوانها وأخواتها العرب والمسلمين. هذا ليس نضالا بعيدًا، بل هو معركة أساسية من أجل حقوق الإنسان والكرامة والعدالة.. فليكن تعاوننا اليوم أساس لاتخاذ إجراءات حاسمة تنقذ الأرواح، وتعيد الأمل، وتعطي معنى لوعد مستقبل سلمي ومزدهر لفلسطين والمنطقة ككل.