
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً
صَدَقَ اللهُ العَظيمْ
ما قتلوه … ما صلبوه
ولكن شبه لهم .
ترددت كثيرا قبل أن اعزي نفسي او أن اكتب عزاء لليبيين وأنصار القذافي في القارات الستة … وقبيلة القذاذفة لا تقبل حتى هذه الساعة العزاء !! كعادة اهل البادية (العرب) وترددت أن أكتب رثاءً يليق … وبأي لغة … فهذا الرجل هو قائد ثورة الفاتح وهو رئيس القمة الأفريقية … الأوربية … أم أرثيه للعرب الذين يقود أخر قمة لهم (2010) … والذين ها لهم صوته في كل قمة … فقرروا أن يهيلوا التراب علي ( الثريا ).
أم أرثيه … لعشرات الآلاف … من اللذين احترقوا في مواقع الدفاع الجوي … والقواعد الجوية … والقواعد البحرية … وفي كل مدن ليبيا وقراها … بثلاثين ألف غارة جوية … ومن صبت أساطيل حلف أطلسي عشرات الآلاف من الصواريخ … ومن حاملات الطائرات … والغواصات … والبوارج البحرية … والطائرات المبرمجة بدون طيار بما فيها الإسرائيلي … وعشرات الآلاف من المرتزقة … وأجهزة الرصد … وسبعة عشر قمر صناعي عسكري … وطائرات الاوكس.
ولعل أخرها هذا الصاروخ الذي أستهدف سيارته التي أنقلبت … وأعقبتها صواريخ الغاز … غاب بعدها ورفاقه عن الوعي ووجهت قوات حلف “الناتو” … أخرون إلى مكانه ينهشون لحمه … حياً … وميتاً .
ولذلك أقول شبه لهم … كما شبه للذين ساقوا ( المسيح ) عليه السلام … يرجمونه … ويجرجرونه في ( شوارع القدس ) … وينعتونه … بأقذر الأوصاف … ودمائه تسيل … أنني هنا أستخدم هذا التشبيه لتبرئة ثوارنا مما شاهدتموه !!!
فالذي طارد هذا القائد الثائر هم أعدائه أربعين عاماً … و الذي صارعهم في كل ميدان إلي أن وصل الي منبر الأمم المتحدة والقي فيها خطبة (الوداع ) فما شاهدناه لم يكن سواء تكملة لمشهد صلبه بين ( عيدين ) ليكون عبرة … للأسف هم لا يعتبرون … فقد أصبح الدين المسيحي بعد مشهد صلبه المروع أكبر الديانات علي الارض .
من يدري قد يكون صلب ( القذافي ) وأخفاء جثمانه …( حتي لا يتحول إلي مزار للتبرك ومناراً للحرية ولواءاً يعبر عن كبرياء أمة ) وحتى لا تنتشر مبادئه التي تتكلم عن عصر ما بعد الجمهورية إلي عصر الجماهير وسلطة الشعب … والمؤتمرات واللجان الشعبية (نظام الشورى) …(وأنتصار دولة الحقراء) … وقيام الولايات المتحدة الإفريقية .
ويكتشف اللذين شبه لهم بان فعلتهم ما كانت بأيديهم … وان لطخت بالدماء فهم براء !!!!
والي أن يكون هناك من يقبل العزاء ؟؟؟
حما الله امتنا من هؤلاء … وهؤلاء .
حتي وان كبروا وهللوا تحت قصف طائرات ايطاليا وأسموها ( أبابيل ) !!!
وحتي أن داسوا رايتك الخضراء ( راية الإسلام ) بأقدامهم … أو أحرقوها … ستنتشر فروعها تلك طبيعة الحياة تنتصر في النهاية .
لذلك فقد شبه لهم !!
مزقوا كتابك الأخضر .. وقطعوه أربا … لأنه يتكلم عن الشوري من البيت الي البيت وعن تحرير حاجات الناس … أنه روح الإسلام الذي لا ينبش القبور … و يحتفل في ذكري فتح ( مكة ) بفتح بيت أبو سفيان وبالتسامح والتسامي … وكان يوم عناق .
لا يوم للاستباحة … والمجون وترويع ( طرابلس ) ليعيدوا لذاكرتها ذكري مدافع الأسبان … والأتراك … والطليان …بالإضافة هذه المرة طائرات أمريكا وفرنسا.
علمك الاخضر … سترفعه الملايين التي هديتها للإسلام من … نيامي … إلي أنجامينا … إلي كانو … إلي تمبكتو … إلي نوق الشط … وسعيت اليها عبر صحراء افريقيا وادغالها…
ها أنت تسقط علي خطي جدك … الحسين … وموسي الكاظم … وعبدالرحمن الخافق … وقذاف الدم … وبن نايل .
هذا هو ديدنكم ( لا حلف مع الكفار ) لقد شبه لهم … كما شبه لأمير قطر … ووزير خارجيته … ووزير خارجية الإمارات ايضاً … هم أيضا أبرياء … هم و من كانو يكبروا في المساجد وطائرات الحلف تقصف أبناء الليبيين في معسكراتهم وقواعدهم … لأن كل من ذكرتهم لم يكونوا سوى كومبارس في مسرحية كبيرة … ندفع ثمنها كل صبح .
أخيرا :-
لقد شبه لهم بأنك سارق لأموالهم …
وقد تركت لهم ( 400 مليار من الدولارات ) …
وقناطير مقنطرة من الذهب والفضه في عالم مفلس من أمريكا الي اليونان .
كما شبه لهم بان ( برنار ليفي ) مسلم وتراقصوا أمامه في الميدان … وأنت كافر لأنك لم توالي الغرب.
الحقيقة الوحيدة التي ليس بها شبهة هي لأنك طردت الطليان … والأمريكان … والانجليز .
وها قد عادوا !!!
وسقيتهم ماءاً زلالاً من النهر الصناعي العظيم … وسقوك علقماً !!
سواء كنت قاتلاً أو مقتولاً … غداً ستشرق الشمس في بلادي وتبقى في ذاكرة أبناء الأمة جيلاً بعد جيل.
وسيبقى الفاتح أبداً .
11/11/2011