
هالة شيحة
أكد وزير البنية التحتية والنقل السوداني المهندس سيف النصر التجاني حرص بلاده على تعزيز التعاون مع الدول العربية في مختلف المجالات، وفي مقدمتها قطاع النقل، لما يملكه من مقومات، وما يحظى به من دعم متواصل من القادة العرب، وقناعة شعبية بأهميته في تحقيق التكامل العربي المنشود.
جاء ذلك في كلمته امام الدورة (38) لمجلس وزراء النقل العرب التي عقدت بالقاهرة برئاسة دولة الكويت .
وجدد التجاني التهاني لفلسطين قيادة وحكومة وشعبا على اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، مشددا على دعم السودان الكامل لمساعي إعمار قطاع غزة، ولا سيما عبر تنفيذ الخطة العربية الإسلامية لإعمار القطاع التي أقرتها القمتان العربية والإسلامية.
وقال التجاني : إن انعقاد مجلسنا ومشاوراتنا خلال هذا الأسبوع، بالتزامن مع المعرض والمنتدى العربي للصناعة والنقل واللوجستيات لمنطقة الشرق الأوسط، والمنعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي ، يعكس المستوى المتميز والريادة التي وصل إليها قطاع النقل في مصر.

واشاد التجاني بالإنجازات التي حققها قطاع النقل في مصر وإسهامه الإقليمي والدولي المتنامي.
كما نعبّر عن التقدير لما تمثله مشاريع الربط بين السودان ومصر، وتطوير ميناء وادي حلفا، وهيئة وادي النيل للملاحة النهرية من نماذج يُحتذى بها في التعاون العربي – العربي، بما تتيحه من انفتاح وتنمية على مستوى الإقليم.
ووجه الشكر للأمانة العامة لجامعة الدول العربية وقيادتها ممثلة في السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام، ومسؤولي القطاع الاقتصادي بالجامعة، على متابعتهم لكافة الموضوعات والمشاريع التي من شأنها إثراء عمل المجلس والحفاظ على ريادة إسهامه في منظومة العمل العربي المشترك.
كما اكد دعم السودان الدائم والترحيب بما خرجت به اللجان الفنية للنقل البري والبحري ومتعدد الوسائط المنبثقة عن المجلس من توصيات، مشيدا بالجهود العربية في تأطير عملية نقل البضائع عبر الطرق البرية، وتوحيد فترات القيادة والراحة للسائقين، وتنظيم نقل المواد الخطرة، وتبني أجندة عربية لتعزيز التجربة العربية في السلامة الطرقية.
وقال اننا نعبر أيضا عن دعمنا وتقديرنا لمبادرة الأمين العام لجامعة الدول العربية برعاية المنتدى العربي الصيني الأول للذكاء الاصطناعي الذي عقدته الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بمدينة العلمين ، وما تبعه من ورش عمل ولقاءات فكرية داعمة لتعزيز استخدامات الذكاء الاصطناعي في قطاع النقل.
ونُشيد بجهود الأكاديمية العربية في دعم توحيد الأجندة العربية فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، بما يعزز الحضور العربي في الأجندة الدولية لهذا المجال الرائد.
وأوضح ان السودان ما زال يعاني من ارتدادات الحرب التي أثّرت على أداء قطاعات الدولة، وفي مقدمتها البنية التحتية، جراء ممارسات الميليشيات الإرهابية التي استهدفت عمداً مقدّرات الشعب السوداني وبنيته التحتية التي ظلت دوماً جسراً لخدمة الأمة العربية والإفريقية.

وفي هذا الاطار ، لا بد لنا من توجيه شكرنا للمجلس والدول الشقيقة على القرار التاريخي في الدورة السابقة بدعم قطاع النقل في السودان، بما في ذلك رؤيتنا للنهوض بقطاع النقل النهري واللوجستي. كما نشكر إدارة النقل والسياحة بجامعة الدول العربية وقيادة الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري على الدراسة المُعدّة حول إنشاء المناطق اللوجستية على الحدود السودانية.
وتابع : نحن على يقين من تفاعل المجلس مع خططنا الوطنية لدعم تعافي قطاع النقل في السودان، لما يمثله هذا القطاع من عنصر رئيس للنمو الاقتصادي والاجتماعي بما يخدم دولنا ومجتمعاتنا العربية كافة.
ونؤكد أننا منفتحون وأكثر استعداداً للتفاعل المعهود من أشقائنا العرب، من واقع خطط وطنية وإجراءات وسياسات شرعنا في تنفيذها، ترتكز على مبدأ تجاوز مفهوم النقل كمجرد وسيلة لنقل الركاب والبضائع إلى كونه مشاركة فعالة في ترسيخ مفهوم التنمية المستدامة للدول العربية، لتحقيق التوازن المطلوب بين المتطلبات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
كما تتضمن رؤيتنا تبني سياسات مرنة ومتطورة تشمل التوسع في وسائل النقل وربط السودان بمحيطه الإقليمي والدولي من خلال تطوير مختلف وسائل النقل لتحقيق مزيد من التواصل والتعاون بما يحقق مصالحنا المشتركة.
وشدد على ان منطقتنا اصبحت أكثر حاجة لتكامل قطاعاتنا، لما يمثله قطاع النقل من محرك رئيس للاقتصاد، واعتماد القطاعات الاقتصادية عليه في توفير الشبكات والربط بينها وتسهيل إجراءات حركة البضائع وزيادة التبادل التجاري، بما يساعد على التنمية الاقتصادية ويشجع انتقال رؤوس الأموال للاستثمار، وكذلك يسهم في تيسير حركة المواطنين في التنقل بين دولنا لتعزيز الأواصر الاقتصادية والتجارية والسياحية وغيرها.



