
هالة شيحة
في قراءة تحليلية للمشهد الراهن في منطقة القرن الأفريقي، وصفت الدكتورة نرمين توفيق، خبير سياسي بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، وباحثة في الشؤون الإفريقية بجامعة القاهرة، ومديرة مركز فاروس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية، اعتراف كيان الاحتلال الإسرائيلي بإقليم “أرض الصومال” الانفصالي بأنه “خطوة عبثية” تفتقر لأي سند قانوني، وتهدف في المقام الأول إلى ضرب السيادة الصومالية وتفتيت وحدة أراضيها.
وأوضحت نرمين توفيق، أن هذا التوجه الإسرائيلي لا ينفصل عن سجل الاحتلال الحافل بالانتهاكات، والذي تجسد مؤخراً في حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين في غزة.
وأكدت أن الهدف الجوهري لإسرائيل هو “التموضع الاستراتيجي” بالقرب من مضيق باب المندب، لفرض سيطرتها على حركة الملاحة الدولية بين المحيط الهندي والبحر الأحمر، مما يمنحها أوراق ضغط حيوية على مسارات التجارة العالمية.
وربطت الباحثة بين التحرك الإسرائيلي والأطماع الإثيوبية، مشيرة إلى أن هذا الاعتراف يخدم بشكل مباشر مساعي إثيوبيا غير القانونية للسيطرة على ميناء “بربرة” بموجب اتفاقية غير شرعية وقعت مطلع العام الجاري.
وحذرت توفيق من أن هذا “التحالف” يضع الأمن القومي المصري في دائرة الاستهداف، خاصة مع الاحتمالات القوية لتأثر حركة السفن المتجهة إلى قناة السويس نتيجة الاضطرابات المفتعلة في المنطقة.
وأثنت توفيق على الموقف المصري الحاسم في رفض هذه الخطوة، مؤكدة أن القاهرة تقف في خندق واحد مع الشرعية الدولية والأمم المتحدة التي ترفض الاعتراف بحركات التمرد أو الكيانات الانفصالية.
واختتمت تصريحها بالتحذير من “عدوى الاعتراف”، مؤكدة أن خطورة الخطوة الإسرائيلية تكمن في تشجيع أطراف أخرى على اتخاذ قرارات مشابهة، مما قد يحول منطقة القرن الأفريقي إلى ساحة صراعات مفتوحة تهدد الاستقرار الإقليمي والدولي.



