ملتقى القيادات السياسية الوطنية :الوفاق الشامل بين الاطراف الليبية هو السبيل الوحيد لحل الازمة الراهنة
في يوم 19 مارس، 2023 | بتوقيت 8:54 م
ليبيا اليوم
اختتم ملتقى القيادات السياسية الوطنية اجتماعه بمدينة سرت والذي انعقد على مدى ثلاثة ايام مؤكدا على السبيل الوحيد لحل الازمة الليبية، هو الوصول الى وفاق شامل بين الأطراف الليبية كافة، يعكسه سياق وطني مقدس، ينبثق من إرادة الشعب التطلعات الواضحة والصريحة
وجاء في نص البيان الصادر عن الملتقى :
انه إيماناً من القيادات السياسية الوطنية بالحاجة الى توحيد جهودها في هذه الظروف التاريخية الدقيقة التي تمر بها بلادنا العزيزة بعد سنوات طويلة من الفوضى والاضطراب وما صنعته من خطورة بالغة على حاضر شعبنا ومستقبله واستجابة منها لحث قواعدها الشعبية بالعمل على استعادة المبادرة لإيجاد حل للأزمة الليبية يستند الإرادة الشعب ويستجيب لأماله وتطلعاته ويضع حداً لمعاناته الحياتية المتزايدة. وإدراكاً منها بأن العملية السياسية الجارية مند سنوات قد وصلت الى طريق مسدود ووضع كئيب بسبب التدخل الخارجي البغيض وعجز المؤسسات المحلية على مواجهة مبادراته العقيمة الهادفة الى الحفاظ على المصالح الخارجية على حساب بلادنا ومصالحها وهو ما أدى الى قفل ابواب الامل في اجاد حل يضع . جداً للصراعات المؤلمة ويستجيب لتطلعات الشعب الليبي في اعادة بناء دولته وتحفظ كرامتة وتُرسي دعائم الاستقرار وتوقف الى الابد التدخلات الخارجية الفجة والتلاعب بمصير الشعب ومقدراته. وإيماناً منها بضياع ما منحته من فرص للأداوات المحلية والاقليمية لإيجاد حل للأزمة الليبية المزمنة ووضع حد للعبث السياسي المتعاقب والنهب الاقتصادي
المخجل والتفريط المستمر في السيادة والأمن والاستقلال، مما جعل البلاد مرتعاً للمرتزقة الأجانب وموطئاً للقواعد الاستعمارية البغيضة، فإن القيادات السياسية الوطنية قد ادركت أن الاوان قد حان لإستعادة المبادة وإعادة الدور للشعب الليبي ليقرر مصيره ويرسم مستقبله ويعيد بناء دولته على أسس ديمقراطية تستند لتاريخة المجيد وتراثه الزاخر وتطلعاته المشروعة في التقدم والتنمية والازدهار. وبعد مناقشات واسعة ومعمقة شهدها هذا الملتقى التحضيري التشاوري فإنها بعد التوكل على الله العلى القدير. تعلن مايلي:
1. إن إستعادة الدولة وإعادة بناء مؤسساتها يتطلب توحيد جهود القوى الوطنية من الآن فصاعداً لصياغة مبادرة ليبية خالصة ومشروع وطني شامل دون الخضوع للإملاءات الخارجية والمشروعات المشبوهة الهادفة لتحقيق المصالح الاجنبية. مشروع يقوم على الثوابت الوطنية الراسخة وفي مقدمتها الحفاظ على وحدة البلاد واستقلالها وامنها الوطني.
2. دعوة بعثة الامم المتحدة للدعم والدول المنخرطة في الشأن الليبي الى إعادة قراءة المشهد لفهم طبيعة الازمة وتقييم مواقفها السابقة التي ساهمت في تعميق الازمة وحثها على الكف عن التدخلات غير البناءة وتغيير أساليبها وتوجيهها نحو الدعم والمساندة لإرادة الليبيين في بناء دولتهم بإعتباره الطريق الوحيد لتحقيق التعاون وتبادل المصالح وفتح الأبواب لبناء علاقات متكافئة تقوم على الإحترام المتبادل والرغبة في التعايش.
3. ان السبيل الوحيد لحل الازمة الليبية، هو الوصول الى وفاق شامل بين الأطراف الليبية كافة، يعكسه سياق وطني مقدس، ينبثق من إرادة الشعب التطلعات الواضحة والصريحة، الأمر الذي لايمكن الوصول إليه الا بعقد مؤتمر وطني ذو طبيعة تأسيسيه يجمع كل الأطراف دون استثناء او تهميش أو اقصاء، مؤتمر يستمع لكل الاراء ويزيل كافة المخاوف وينشر الطمأنينة ويستجيب لكافة ويرسم الطريق لبناء مؤسسات الدولة ويصحح مسارها السياسي والدستوري ويضع الأسس المتينة للمصالحة الوطنية الشاملة.
4. ان القيادات الوطنية وهي على الطريق لعقد المؤتمر التأسيسي في اقرب الآجال، تدعو الى خلق المناخ الملائم لنشر الطمأنينة والأمل بإعتباره أولوية قصوى للعمل السياسي الرشيد وذلك بدعم القوات المسلحة والأجهزة الامنية لتمكينها من آداء دورها في حماية الإرادة الشعبية والاختيارات الوطنية.
5. تؤكد القيادات السياسية الوطنية على أهمية توحيد المؤسسات السيادية والعسكرية والأمنية والاقتصادية وتثمن الدور الهام الذي تقوم به القوات المسلحة وقيادتها في محاربة الإرهاب وإعادة بناء الجيش وحماية حدود الوطن والقضاء على أوكار الفساد والجريمة، كما تُحيي جهود مكتب النائب العام المبذولة لإعمال القانون وردع الجريمة وفرض هيبة الدولة.
6. تعلن القيادات السياسية الوطنية عن تشكيل لجنة لمتابعة نتائج هذا الملتقى التحضيري التشاوري تتولى التواصل مع كافة الاطراف والجهات المحلية والدولية لعرض مبادرتها و تصوراتها لحل الازمة وتهيئة الظروف لانعقاد المؤتمر التأسيسي في أقرب وقت لصياغة رؤية موحدة وخارطة طريق حقيقية لحل الازمة بصورة جدرية تضمن الاستقرار والمصالحة وتعيد بناء مؤسسات الدولة.
ان القيادات السياسية الوطنية وهي تختتم أعمال ملتقاها تتوجه بالشكر العميق للقيادة العامة للقوات المسلحة التى جعلت هذا اللقاء ممكناً في مدينة سرت الآمنة المتطلعة لإحتضان مثل هذه الفعاليات الوطنية مثل ما احتضنت معارك الجهاد الكبرى ضد الاستعمار الغاشم وتُحيي اهلها الكرام، كما تتوجه بالشكر والعرفان للقوى الوطنية بمجلس النواب التي أزرت الملتقى وسهلت انعقاده وكانت سخية في دعمه، داعية الله العلى القدير أن يجعل هذا اللقاء فاتحة خير ومنعطف أمل لعملية سياسية ناجحة تُضمد جراح الوطن وتعيد لشعبنا زهوه ولبلادنا مكانتها المرموقة فوق الارض وتحت الشمس.