حرب بالوكالة: البحر الأحمر..صراع النفوذ
في يوم 28 أبريل، 2023 | بتوقيت 4:31 م
مقالة : ليبيا اليوم
بالنظر الى ما يحدث على الساحة السودانية وما يحاط بها من مواقف تستحق التأمل للوقوف على ابعاد السيناريوهات المستقبلية لهذا النزاع ..سنجد ان أمريكا تعلن أن لديها 16 ألف أمريكي في السودان . ومع ان البنتاغون أعلن إجلاء أفراد السفارة الأمريكية بواسطة ( 3 طائرات هليكوبتر ) حلقت فوق كل أجواء السودان .. لكن أمريكا أعلنت أرسال ثالث سفينة حربية للتمركز في البحر الأحمر قرب السودان لأي طارئ .. وفي الأذهان توجس ( هل تنتقل عدوى التمرد من مالي وبوركينا لتصل ممرات التجارة العالمية باب المندب والبحر الـحمر ؟ )
و وفق وزير الدفاع البريطاني جيمس هيفى ( ان المارينز والقوات الخاصة البريطانية متواجدة في ميناء بورتسودان لمراقبة أوضاع الانجليز في السودان ) .. وشارك في الإجلاء 1200 من القوات البريطانية .. والتوجس يقود للسؤال ( هل تفقد بريطانيا حضورها كما طردت فرنسا من غرب أفريقيا وتحاصر أمريكا في أمريكا اللاتينية ؟ )
و إذا عدنا قليلا .. في 2017 .. أردوغان يزور السودان وقال ( طلبنا تخصيص جزيرة سواكن لنعيد إنشاءها وإعادتها إلى أصلها القديم والرئيس البشير وافق . وهناك ملحقا للاتفاق لن أتحدث عنه الآن ) .. وعقد أجتماع ثلاثي لرؤساء أركان تركيا قطر السودان .. وسواكن جزيرة واقعة على البحر الأحمر كانت مقر الحاكم العثماني في الفترة بين عامي 1821 و1885 وقد استخدمتها الدولة العثمانية كمركز لقواتها البحرية .
و في ذات العام 2017 .. البشير يزور روسيا ويناقش مع بوتين إقامة قاعدة عسكرية روسية على البحر الأحمر .. وفي 2020 .. نشرت روسيا نص الاتفاقية حول إقامة قاعدة تموين وصيانة للبحرية الروسية على البحر الأحمر لتعزيز السلام والأمن في المنطقة ، وتستوعب 300 عسكري ومدني .
و في فبراير الماضي ( أي قبل الحرب ) وزير الخارجية الروسي لافروف زار الخرطوم وقال ( إن روسيا في انتظار موافقة المؤسسات التشريعية البرلمانية في السودان على إنشاء القاعدة البحرية ) . المثير أن ذلك تزامن مع زيارة 6 مبعوثين غربيين من الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا والنرويج وبريطانيا وأمريكا .
و في 2020 .. صحيفة jforum الناطقة بالفرنسية كتبت ( بعد التطبيع بين الأمارات وأسرائيل أمتد التعاون بين البلدين الأستراتيجي لإنشاء قواعد استخباراتية لجمع المعلومات في جميع أنحاء خليج عدن من باب المندب في جزيرتي سقطرى وميون جنوبي اليمن الخاضعة لسيطرة الإمارات .
و في 2022 .. يقول قائد الأفريكوم الجنرال ستيفن تاونسند ( الصين لديها خطة في أفريقيا ، فهي تطمح إلى امتلاك قاعدة عسكرية على ساحل المحيط الأطلسي لإفريقيا . لقد وضعوا رهاناتهم من أقصى الجنوب في ناميبيا وعلى طول الطريق حتى موريتانيا ، حيث نعتقد أن لديهم أكبر قوة في غينيا الاستوائية ، وعازمون على بناء قاعدة هناك ، وهذه القاعدة العسكرية الصينية هي مصدر قلق كبير للولايات المتحدة .. ولديهم قاعدة في جيبوتي ، بنوها منذ حوالي سبع سنوات ويبحثون عن قواعد أخرى في إفريقيا ) .
فبين أمريكا ( القطب الأوحد ) وبريطانيا ( المستعمر القديم ) والكيان الصهيوني ( الدولة الموعودة ) وروسيا ( المنافس الشرس ) والصين ( القطب الصاعد ) وتركيا ( حلم العثمانية ) تتقاطع المصالح لتنتج صراع دموي يقدمه لنا الإعلام بخداع وغسيل عقول كونه ( إنقلاب سلطة وحرب أهلية ) .
ومن هنا نختتم بهذه المقولة للصهيوني ديفيد بن غوريون ( إنني أحلم بأساطيل داوود تمخر في البحر الأحمر ) .
🔶️ هل يمكننا ربط كل هذه الخيوط والنظر بعمق لمعرفة أجابة السؤال ( ماذا يحدث ؟ وماهو الهدف ؟ ) …