رئيس التحرير يكتب: ماذا يملك سيف الإسلام؟
في يوم 7 ديسمبر، 2021 | بتوقيت 4:18 مسيف الإسلام.. حضوره إعمار وغيابه دمار.. صمته حزن وشقاء.. وحديثه فرح وهناء
يتسأل الليبيون ماذا يملك سيف الإسلام حتي يستطيع أن يغير المشهد السياسي الليبي إذا كان لا يملك خزائن مالية وقوة عسكرية؟.
هذا السؤال في الحقيقة يعبر عن العصر الفوضوى الذي يمر به التفكير الليبي فالعشرية السوداء جعلت كل النفوذ يستمد من المال والسلاح في نظر الكـثيرين مما لا يعرفون أن المال في زمن الفوضى ينشر الفساد والسلاح يدمر الأوطان.
إن أقوى رد حاسم على من يعتقدون أن المال والسلاح هما نقطة الإنطلاق هو أن تسألهم هل استطاع من يملكون المال والسلاح إقامة دولة خلال عشر سنوات؟
بالتأكـيد لا
على العكس السلاح أطال عمر الحروب العبثية والمال أفسد كل المؤسسات الليبية حتي أصبح المسؤولين في المؤسستين المدنية والعسكرية أشبه بالقراصنة الذين تحطمت سفنهم على على صخور شـواطئ البحار والمحيطات.
سيف الإسلام ليس بحاجة للأموال والسلاح بل بحاجة إلى كسب ثقة الشعب الليبي وكل المؤشرات تدل على أنه يملكها ويعتمد عليها في كل تحركاته وقد ظهر هذا واضحاً في أول معركة قضائية يخوضها بعد استبعاده من الانتخابات الرئاسية.
ولكن لماذا يثق الليبيون في سيف الإسلام ولماذا عندما أعلن ترشحه من سبها شهدت كل المراكز الإنتخابية ازدحام غير مسبوق لسحب البطاقات والمشاركة في الانتخابات؟.
1- سيف الإسلام الوحيد خلال عشر سنوات الذي لم يشارك في سفك الدماء ونهب الأموال.
2- سيف الإسلام الوحيد الذي لم يكذب على الشعب وكل ما حذر منه منذ اليوم الأول للأزمة تحقق وكأنه كان يقرأ أحداث العشر سنوات من كتاب مفتوح.
3- سيف الإسلام لم ينصب نفسه زعيم لمليشيا تحكم بالسلاح وتجلب المرتزقة من إفريقيا.
4- مشاريع سيف الإسلام التي بدأ في تنفيذها مازالت تشهد له بأن رجل الإعمار والإستقرار في ليبيا.
5- سيف الإسلام ليس نكرة حتي تسأل عليه رئاسة الدول العربية والأجنبية أجهزة مخابراتها وهو الوحيد القادر على أن يستعيد للدولة الهيبة والسيادة.
في الحقيقة أن رصيد سيف الإسلام عند الليبين أكبر من حصره في مقامات لمعزوفة واحدة ولكن المهم أن الليبين لديهم ثقة في سيف الإسلام وخطابه بالنسبة لهم سيحظى بمصداقية كبيرة بالرغم من العراقيل والصعاب وانهيار مؤسسات الدولة خلال سنوات الفوضى.
خلال عشر سنوات نبحت علينا كل فصائل الكلاب الأليفة والمتوحشة وكل فصائل الغربان المستقرة والمهاجرة حتى أصبح الوطن في النهار أشبه بالمعتقلات وفي الليل أشبه بالمقابر.
لقد جاء الدور اليوم لنسمع صوت الرجل الذي كان حضوره إعمار وغيابه دمار صمته حزن وشقاء وحديثه فرح وهناء.
دار الزمن وليس هناك أجمل من زمن يعطيك بوجهه بعد أن أعطاك ظهره.